الخميس، 29 نوفمبر 2012

كيف ننافس

كيف ننافس؟

منافسة جماعية في احدى دورات الاستاذ حمزة الدوسري

 
نناقش في هذه الورقة المنافسة على مستوى الدولة.
المنافسة في مفهومنا يقتصر على أمرين. الأمر الأول هو الاحتكار وعدم السماح للمنافسة الدخيلة حتى نضمن السوق بأكمله. وإن لم نستطع الإحتكار فنلجأ إلى الدعم الحكومي والمنح التي تمنحها الحكومة عن طريق تخفيض المواد الخام أو طاقة مجانية أو مواقع شبه مجانية وخلاف ذلك. لن نتطرق الى المنافسة الغير مشروعة قانونيا (التحالفات والهيمنة والاقصاء وسرقة الاسرار).
وربما أتت مؤشرات المنافسة العالمية لبعض دولنا بالايجابية الا أنها لا تقيس الا المخرجات النهائية مثل توفر المؤسسات والبنى التحتية والاستقرار الاقتصادي والصحة والتعليم. ولكن نعرف جميعنا اننا نواجه التضخم وقوانين تقلص حرية العمالة وضعف تشغيل البنى التحتية المتوفرة وضعف التعليم والبيروقراطيات الوزارية والانفاقات المهدرة وضعف التدريب المهني وتدني قدرات الابداع وعدم توفر المهندسين والعلماء والمشكلة السكانية وضغطها على مرافق البنية التحتية وهناك الكثير.
نحتاج المنافسة لتتمكن الدولة من الازدهار وتحقيق الرخاء وتوفير الخدمات الاجتماعية المتكاملة ورفع مستوى المعيشة للمواطن. فما هي المنافسة؟
أفضل تعريف للمنافسة برأيي الشخصي هو تعريف منتدى الإقتصاد العالمي : " مجموعة المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد مستوى الانتاجية للدولة." فالدولة المنافسة ستتطور بصورة أسرع على المدى المتوسط والبعيد ، لذا فهي الطريق الصحيح للتنمية الدائمة والتفكير بالأجيال القادمة. اما التعريفات الأخرى فلم أتطرق لها لأنها تشجع على الهدر الذي لا طائل منه. إذا يجب أن توظف المنافسة لتحسين انتاج الدولة .
اذا ما هي القدرات المطلوبة لتطبيق المنافسة الحقيقية المستدامة؟ ولتطبيقها نحتاج الى هيكلة كاملة. تنقسم هيكلية المنافسة إلى هيكلة إقتصادية وهيكلة السوق وهيكلة المؤسسة أوالمنظومة. تعني هيكلة الاقتصاد إلى دراسة انماط الاستثمار والتطوير وتأثيرها على تطور السوق. اما هيكلة السوق فتعني بدراسة إستجابة السوق للصناعات والثقافات المختلفة. وتركز هيكلة المنظومة على العلاقات والوظائف الداخلية لمجموعات المختصين المختلفة او الافراد العاملون لتحقيق الاهداف.
علاوة، يعرّف مايكل بورتر نوعين من الميزة التنافسية: السعر المنافس والفوائد المضافة للمنتوج. ولتحقيق هذه الميزة نحتاج الى المصادر والقدرات. فالمصادر تتمثل في براءات الاختراع والعلامات التجارية والمعرفة الفنية وقاعدة عملاء وسمعة المنظومة واصول المؤسسة. أما القدرات فهي استغلال هذه المصادر بفاعلية لتصل السوق قبل المنافس من خلال ما يسمى بسلسلة القيمة المضافة. فما هي هذه السلسلة؟ تشمل سلسلة القيمة المضافة التوريد (الاستلام والتخزين والعهدة) والعمليات (تحويل المواد الخام الى منتوجات) وتوفير المنتوجات للزبون (المواصلات ومواقع الطلب والبيع او الخدمة) والمبيعات والتسويق (التسعير واختيار قنوات البيع والاعلان) وأخيرا الخدمة (الصيانة الاصلاح وخدمات الدعم). فكما ترى فهي سلسلة متصلة تعتمد على بعضها. وهناك وظائف مساندة لما ذكر منها المشتريات والتقنية وادارة القوى البشرية والبنية التحتية. ولا يتوقف الامر عند ما تقوم به المؤسسة هنا فالسلسلة تمتد الى الموردين والعملاء لتوفير نظام قيمي متكامل.
وما يهمنا في الفقرتين أعلاه هو الميزة التنافسية والقيمة المضافة لتحليل الوظائف في كل موقع وتعزيزه بالكفاءات والمصادر المطلوبة. أي نقيّم كل وظيفة من وظائف سلسلة القيمة المضافة ونتأكد من وجود الكفاءة المطلوبة التي تتفوق على المنافس ولا نكتفي كما هو الحال بتوفير شخص يسد الشاغر.
ومن عوامل المنافسة لدينا في القطاع الخاص وشبه الحكومي والعام عامل الكوادر المحترفة المتوفرة في سوق العمل. يجب ان نحذر من ان نسمي ذلك منافسة لأنها منافسة مغّلفة لان الكوادر المتوفرة هي هجرة مؤقته وستعود لمواطنها دون ان تنقل التقنية بالتأكيد إن تُرك الجبل على الغارب. اذًا فمن منظور الاستدامة تعتبر منافسة هذه القطاعات ضعيفة.
ولقد وظّفت سنغافورة وكوريا الجنوبية معظم استثماراتها في بنية تحتية شاملة ولذا نجد هذه البنية التحتية مستغلة الاستغلال الامثل من قبل جميع القطاعات وتساهم في انتاج الدولة وهو الامر الذي مكنها من التغلب على الأزمة المالية 1997-1998م.
أما من أين تأتي القدرات وما هي هذه القدرات المطلوبة فحتما سنوافق على ان افضل منبع هو الكوادر الوطنية اما القدرات المطلوبة فهي الصناعات والهندسة والعلوم والرياضيات والتقنية. وعليه فلكي ننافس نحتاج الى:
قانون او مرسوم للمنافسة الحرة النزيهة
انشاء جهاز لحماية المنافسة
ان يستفيد القطاع الخاص من البنى التحتية المتوفرة (خصوصا المواصلات والاتصالات)
تقوية التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي بما يخص العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية
تطوير المعلمين والمعلمات في مجلات العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية
وضع معايير العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية للأجيال الحالية وللمستقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق