الثلاثاء، 17 فبراير 2015

كيف تتعامل مع شخص أصيب في الرأس

كيف تتعامل مع شخص أصيب في الرأس

 د. راشد السعدي
Picture: Apple Training Academy

بعد أن جلست مع علي إبني والذي أصيب في حادث كاد أن يودي بحياته ، ورأيت تصرفاته السلوكية بعد إفاقته من الإغماءة الإصطناعية وشاهدت قدراته العقلية كان لزاماً أن اقوم ببحث عن كيفية التعامل مع هذا الانسان الجديد . هذا البحث يجب أن يقرؤه كل من عرف علي وسيتعامل معه مستقبلا. أيضاً البحث مهم لذوي الرعاية وعائلات وأحباء أي شخص مصاب في رأسه وأصيب بضرر في الدماغ.

تحديد المشاكل السلوكية:

بعد إصابات في الدماغ تحدث مجموعة من المشاكل النفسية العصبية تختلف من فرد لآخر حسب جزء الدماغ المتضرر وشدة الإصابة. وتشمل المشاكل النفسية تغيرات في الشخصية والذاكرة وعدم القدرة على الحكم، وعدم السيطرة على الانفعالات، وضعف التركيز. يمكن أن تكون التغيرات السلوكية مرهقة لعائلات ومقدمي الرعاية الذين يجب أن يتعلموا التكيف مع تقنيات الاتصال بهم، والعلاقات القائمة، وتوقعات ما يمكن أن تفعل وما لا يمكن أن تفعل.
في بعض الحالات يكون تمديد التأهيل الفكري والسلوكي في مؤسسات رعاية مؤهلة أو العيادات الخارجية ضروري لاستعادة مهارات معينة. قد تكون مؤسسات الطب العصبي النفسي مفيدة أيضا في تقييم العجز الفكري. ومع ذلك، تحتاج المسألة مدى طويل لإكتشاف مزيج من إستراتيجيات تكمِّل بعضها وتعمل بكفاءة لتحسين المهارات الفنية والسلوكية للفرد.

التغيرات في الشخصية:

يجب أن لا نقارن الشخص المصاب ما بعد الحادث مع تصرفاته وسلوكياته بعد الحادث. ربما كان الشخص سهل العشرة وحيوي وذكي وبعد الحادث لا يظهر أي حماس ومكتئب ومنطوي. فلا تغضب ولا تحرج الشخص.

حلول مشاكل الذاكرة:

قد تواجه الناجين من إصابة في الرأس على المدى القصير بعض المشاكل مثل فقدان الذاكرة المرتبطة بفترات معينة من الزمن. وعموما، يمكن الركون إلى حالات التعلم الجديدة التي تعرض التحدي الأكبر للذاكرة أو التذكر لتساعد في تنشيط ذاكرة المصاب.
القدرة على التركيز والتركيز نفسه هما حلول رئيسية لمعالجة بعض مشاكل الذاكرة على المدى القصير.
إبقاء الموسيقى والضوضاء إلى أدنى حد ممكن، والتركيز على مهمة واحدة في وقت واحد يساهم في تقوية الذاكرة والتركيز.
 تكرار اسم الشخص لتذكره إذا كان ضعف الذاكرة شديد. التذكير يكون مفيداً في تحسين التركيز والاهتمام. كرر السؤال. لا تعطي الكثير من المعلومات في وقت واحد، وتحقق أن الشخص لم يتعب ولا يزال قادراً على التفاعل.
كلما كان ذلك ممكنا، أطلب من الشخص كتابة المعلومات الأساسية (على سبيل المثال رسائل الهاتف، وقائمة من الأعمال)
الحفاظ على روتين معين مثل إبقاء الأشياء المنزلية في نفس المكان واستخدام نفس الطريق
 يمكنك تسمية الأبواب ، أو وضع رمز ألوان داخل المنزل كل لون له معنى معين ، أو أسهم تشير إلى الاتجاهات. عند الخروج، ينبغي أن تصاحب الشخص في البداية للتأكد من أنه يفهم الطريق. ويمكن رسم خارطة بسيطة للمنزل والتأكد من أن الشخص يحمل دائما عنوان وأرقام الهواتف في حالات الطوارئ.
وينبغي تشجيع الناجين من إصابات الرأس على التطوير الذاتي عن طريق طرح أسئلة لانفسهم مثل "هل أنا أفهم كل شيء؟"، "هل أنا أكتب ؟"، "هل هذا هو المفترض أن افعله؟" "لقد ارتكبت خطأ" أو "لست متأكدا" ينبغي أن تؤدي إلى استنتاج، "اسمح لي أن تبطئ حتى أتمكن من تصحيح الخطأ".

فقدان الشعور بالعاطفة:

بعد إصابة في الرأس يفتقر الشخص للاستجابات العاطفية مثل الإبتسام والضحك والبكاء والغضب، أو الحماس أو قد تكون ردوده غير ملائمة. يجب أن ندرك أن هذا الشعور هو جزء من الاصابة. لذا حاول أن لا تعتبر ذلك شخصيا إذا لم يظهر لك الشخص إستجابة مناسبة.
في بعض الحالات، يسبب التلف العصبي بعد إصابة في الرأس تقلبات عاطفية مثل تقلب المزاج الشديد أو ردود فعل متطرفة لمواقف الحياة اليومية. يمكن أن تكون هذه التقلبات على شكل الإفراط المفاجئ بالدموع او نوبات الغضب، أو الضحك. من المهم أن نفهم أن هذا الشخص قد فقد قدرا من السيطرة على الاستجابات العاطفية. الحل لمعالجته هو الاعتراف بأن السلوك غير مقصود. يجب على مقدمي الرعاية أن يتعلموا نموذج السلوك الهادئ وليس محاولة إثارة المزيد من التوتر.

تهدئة السلوك العدائي:

النصائح التالية قد تساعد على تهدئة السلوك العدائي:
كن هادئاً وإنسى أو تجاهل السلوك العدائي
حاول تغيير مزاج الشخص بالاتفاق مع الشخص (إذا كان ذلك مناسبا) وبالتالي تجنب النزاع معه. إظهر المودة والدعم لمعالجة الإحباط الكامنة.
 إسمح للشخص أن يعرف أن مشاعره طبيعية ومشروعة.
لا تتحدى الشخص ولكن تفاوض معه
إمنحه طريقة أخرى للتعبير عن غضبه كضرب الوسادة
مساعدة الشخص على إستعادة الشعور بالسيطرة وذلك بسؤاله عما إذا كان هناك أي شيء من شأنه أن يساعده بأن يشعر على نحو أفضل.
عزل الشخص إن كان خطيرا على من حوله. يجب أن تنظر لكل حالة بانها حالة فريدة  ولن يتذكرها الشخص ويجب أن يتعلم صغار العائلة كيفية التعامل مع هذا الفرد.
إحشد الدعم لنفسك كمقدم رعاية. إتصل بجماعات الدعم، والمستشارين المهنيين وإن لزم الأمر، خدمات الحماية أو تنفيذ القانون.

الانانية والتركيز على الذات:

يمكن أن يفتقر الشخص الذي نجا من إصابة في الرأس إلى التعاطف. بعض الناجين من إصابة في الرأس يجدون صعوبة في رؤية الأشياء من خلال عيون شخص آخر. يمكن أن تكون النتيجة تصريحات طائشة أو جارحة أو غير معقولة. هذا السلوك نابع من عدم وجود التفكير الشامل.
علم الشخص على أن يكون مهذباً

عدم الوعي بالعجز:

ومن الشائع نسبيا لأحد الناجين من إصابة في الرأس أن لا يكون على علم بعجزه. تذكر أن هذا هو جزء من الضرر العصبي وليس فقط مجرد عناد. ربما أخذ الشخص موقف الرافض لأنه يعرف في قرارة نفسه أنه لا يستطيع التنفيذ ويظهر أشياء أخرى كأن يزعم أن الفعل غبي أو ما شابه.
عزز ثقة الشخص بنفسه كأن تجعله يعمل مهام يستطيع تنفيذها
 إعطاء الشخص تلميحات بصرية ولفظية  (على سبيل المثال، ابتسامة أو عبارة "عمل جيد") لتحسين الثقة في تنفيذ الأنشطة الأساسية وليصبح أكثر استقلالية.
إذا كنت تعتقد أن بامكان الشخص تنفيذ مهمة يخشاها ، تحداه لتنفيذها

السلوك الجنسي الغير لائق:

بعد إصابة في الرأس، قد يعاني المرء إهتماما متزايدا أو انخفاضاً في الجنس. يمكن أن يكون نتيجة تنظيم الدماغ للنشاط الهرموني أو ردود فعل عاطفية للإصابة.
لا ينبغي أن يؤخذ عدم الاهتمام الجنسي من الزوج المصاب شخصيا. يمكن أن يكون تجنب الاتصال الجنسي نابع من خوف أو حرج عن ضعف الأداء الجنسي. لا تضغط على شخص لإستئناف النشاط الجنسي قبل أن يكون الشخص على استعداد. قد تساعده الملابس الانيقة والنظافة على زيادة الثقة في الشعور بجاذبيته.
يمكن أن تكون زيادة الاهتمام الجنسي مرهقة للغاية ومحرجة للأسر ومقدمي الرعاية. إن ضعف السيطرة على الانفعالات قد يجعل الشخص يتفوه بكلمات جارحة في مكان عام، ربما تعليق ساخر لأحد الأصدقاء ، او محاولة لمس شخص ما في مكان غير مناسب أو الاهتمام الجنسي علانية. المهم هنا هو تذكير الشخص ان هذه التصرفات غير مقبولة.
يجوز للشخص العدواني جنسياً أن يعزل عن الآخرين إن لم نستطع إن نغير سلوكه إلى سلوك لائق. قد يكون من الأجدر طلب المساعدة اللازمة، إذا قام بتهديدات جسدية.
قد يكون من المفيد أيضاً الاستعانة بمجموعات دعم في مساعدة شخص ليدرك ما هي عواقب السلوك الجنسي.

التعلم على التكيف:

يتطلب التعامل مع المشكلات السلوكية بعد إصابة في الرأس تحديد وفهم القدرات المصابة والضعف الموجود. ينصح بتقييم شامل لدى متخصص في الاعصاب. وهذا قد يساعد كل من الناجين والأسرة من أجل فهم أفضل للعجز والمشاكل العصبية.
في بعض الحالات، قد يكون من السهل على الأسرة الإعتراف بالتغيرات في الشخصية عوضاً عن مسألة حل المشكلة. ويمكن إستخدام إستراتيجيات تستهدف التعامل مع قضايا سلوكية محددة.
من المهم أن يأخذ أفراد عائلة الشخص المصاب رعاية متخصصة في التعامل مع تأثيرات ذلك عليهم.
اللهمّ إنا نسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفي وتمدّ بالصحّة والعافية كل مصاب بالرأس.




References:
Therapeutic Fun for Head Injured Persons and Their Families, Sally Kneipp (ed) 1988, Community Skills Program, c/o Counseling and Rehabilitation, Inc., 1616 Walnut St., #800, Philadelphia, PA 19103.
Professional Series and Coping Series, HDI Publishers, PO Box 131401, Houston, TX 77219. (800) 321-7037.
Head Injury Peer Support Group Training Manual, Family Caregiver Alliance (1993): San Francisco, CA.
Head Injury and the Family: A Life and Living Perspective, Arthur Dell Orto and Paul Power (1994) GR Press, 6959 University Blvd., Winter Park, FL 32193. (800) 438-5911.
Awake Again, Martin Krieg (1994), WRS Publishing, available from the author: P.O. Box 3346, Santa Cruz, CA 95063. (408) 426-8830.

الاثنين، 9 فبراير 2015

FAIR CAPITALISM

FAIR CAPITALISM

There is a feeling of distrust that prevails in our communities in various countries of the world. There is a lack of confidence in capitalism, in its leaders, institutions and the so-called free-market system. There are inequalities in income and a sense of isolation and fragmentation between the winners and losers in this unjust capitalist system. How will there be justice while lawmakers are planning to blackmail the poor consumer? We read all the time about the thefts and corruption scandals and cover-ups of companies and financial bodies, some of which became public, in the absence of the role of monitoring and accounting. Our societies reward those who have obtained great wealth effortlessly much more than those who contributed to the same production by their sweat and tedious work.
There's no justification to compensate CEOs 350 times in comparison to their workers. Some of our countries reward those who retain and increase their wealth, transfer it out-of-country, employ more expatriate workforce, and opens its markets for them to invest freely. Upon any slight jolt in the market, this wealth is withdrawn causing real financial crises. Feudal era and resources monopoly is back again. But they will not be able to stifle people using unrewarding jobs because demand will collapse in the market in the long run. This is what we have learned from history. Greed should be regulated. Is it possible after this presentation to renew confidence and achieve social and economic results for everyone?

The Basic Principle of Capitalism

Before we discuss the subject of capitalism, let's address its principles. Capitalism came from the Greek word "caput," meaning the head. The rich person is evaluated on how many heads of cattle he has. With time, financial economics evolved and used the word "capital." Philosopher Adam Smith, who wrote the book "The Wealth of Nations" in 1776, advocated free markets. He was convinced that if everyone has performed to the best of his ability, the community as a whole will gain. He recommended not imposing restrictions on the movement of the trade, and funds must flow between the buyer and seller.
The money should go to the best seller and who has the best merchandise. This seller is the one who will develop the related business, and thus will benefit the community. Capitalism has become an important word to the capitalists since the Industrial Revolution in the 19th century, when Karl Marx claimed that the excesses of capitalism lead to the accumulation of money in the hands of the few. He further argued that this will lead to major conflicts and financial crises. He said that capitalism will disappear when people displace governments. There were massacres under the assumptions of Karl Marx, but capitalism did not disappear.
Adam Smith was probably naive with respect to national security. As far as possible, states maintain their wealth to benefit from its profits or in the form of political, economic, social and security gains. Money cannot be allowed to move freely across world markets because it is a source of power for the state. Also, in the 21st century, there are more creative wealth development methods and the use of such outputs for the interest of the state that the theories of Adam Smith in the 19th century did not test. Perhaps Karl Marx was naive in his judgment to capitalism and its impact on individuals and international levels. His ideas became unrealistic in light of the of current economic, political and social theories development.
In the concept of Adam Smith, if capitalism principles are applied correctly, they will serve communities well while Marxism brought non-workable economic systems except for laborers. For the creative higher and middle management, there is no value, and the concept hurt their motivation to develop the business. But we are convinced that some people have excessive desire to possess wealth, goods or things of value just for the self. They will not stop when they achieve their basic or comfort needs.

Wealth Accumulation

Over time, this greed led to uncalculated commercial risks that are characterized with destruction of moral values ​​. Desires became endless and infinitely more dramatic than needs, and the biggest concern was the collection of wealth and the comparison with other similar possessions. This accumulation of wealth in the hands of a few people deprived many from varied services enjoyed by the wealthy layer. The more affluent can get the best education opportunity and health services, for example, that other, lower-income people cannot get.
This means that that any call for equal opportunities cannot be applied in a free- market society. In a comparison of wealth, the International Monetary Foundation reported that the richest 85 persons have wealth beyond what is owned by the poorer half of the world's population, estimated at 3.5 billion people. Therefore, the issues that must be addressed are income equality, justice in this capitalist system, and resisting attempts by the rich to keep the situation in their favor.

Income Disparity

Reliance on short-term profits, as it is one of the goals of many of the world's richest people, undermines investment and reduces the country's economic growth over the long- term. Countries that do not enjoy equal or fair income rates cannot expect their economies to flourish.  Using their own efforts, limited income individuals and the poor are the ones who will build the economy for the state. They have power and creativity, but need appropriate environments to ignite their energies. In the absence of such people, production levels are affected and reflected negatively on the economies of countries.
Inequality is evident in the outcome of investments, financial and trade institutions. When these institutions thrive, they do not share their profits fairly with investors. They reward the top of the pyramid exponentially higher and share very low dividends with bottom-investors. This does not feed hungry mouths. Many examples are available in the stock market and with bank interests. For any incurred losses, only the public will bear them. Other examples in the commercial and industrial sectors include the lowering of labor wages 20 to 30 percent, while wages increased for the CEOs to 30 percent at the same time.
With capitalist globalization, inequality between people has increased because developed nations have tapped poor countries resources at cheap prices. The developed countries do not attribute it as such interpretation, but claims that the globalization of capitalism has become more efficient and inequality has become an inseparable part of it. Perhaps the government in one state can adjust wages by enacting laws; but when you're dealing with international capital and international companies, it requires detailed coordination between a government and governments of other countries. This is not practical at present due to the absence of many of the concepts and tools, like a global-thinking government. So there are many obstacles and difficulties to finding economic opportunities for millions of people.
Some studies put forward that the only solution to inequality and modifying the economic situation in poor countries is education and the acquisition of modern skills to compete in the global market; but the apparent contradiction is the absence of good opportunities for education and training for large segments of the poor. Most good training institutions are for profit and the cost of education and training is not available for many of these poor citizens. Moreover, many of these non-democratic countries don’t allow the poor to vote, let alone responding to their basic needs.  Even democratic countries are affected by inequality.

The Battle between Democracy and Capitalism

Democracy and capitalism cooperate until a certain point, and then they fight each other. Constitutions of democratic countries ensure freedom, equality and equal opportunities, while capitalism ensures open markets. If we take the example of livestock development, democratically our goal will be to maintain the livestock for the coming generations at a rate sufficient to our needs. We use the free market for the sale of surplus or benefit from it. But when we are on the board of the profitable company, the main objective is the amount of profit that we will get from these cattle, and we will not care about future generations because they are not shareholders.
Capitalism influenced developed democratic countries in the inequality of wages and unemployment. Owners of financial, commercial and industrial enterprises are looking for a reduction in operating costs to increase profits. They transferred their operations to India and China, for example, where they utilized low-wage workers to reduce labor costs. Whenever a machine is available, man is replaced. So, we find currently the challenge in Europe is represented by unemployment, whereas in the United States, it is low wages. The real problem is the suppression of the democratic voice of the average citizen and the absence of influence in political decision-making.
Companies write their own laws and investors and citizens trust them to carryout social and moral responsibilities towards them. Instead, they use all of their privileges to achieve their goals in the competition with other companies. Companies for profit are not eligible and do not have the ability to take the role of social responsibility. Herein lies the difference between democracy and capitalism. Will global capitalism transform and govern nations to replace democracy?
Global capitalism cannot govern people for several contradictions. Free markets are not free. There are a lot of barriers to free trade - see a previous article on the protection of US technology. Migration laws between states face multiple barriers and get more difficult annually due to terrorism and other economic factors. Also, the level of unemployment is on the rise. It is evident from the presence of supporters and opponents of global capitalism, the political and economic systems will be affected by the contrasting views. Finally, the United States has ambitiously sought to expand its banking and financial influence to open markets around the world without regulating the financial sector.
These contradictions have created financial crises that led to the undermining of confidence in financial institutions and decision-makers and in free markets. The problem today has become a matter of trust, in addition to an exclusion issue as we pointed out in the preceding paragraphs. This confidence is also missing in Islamic banks or those banks wearing a tinted scarf of Islam to benefit from the invasion of capitalism.

Islamic Banks by Name Only

Islamic banks are Islamic by name only. They do not apply Islamic principles in their transactions. Financial transactions are not only to prevent usury. A Muslim seeks independence in his profit. Even when he exceeds his subsistence needs, this is acceptable. The achievement of large commercial profits to live in affluence is permissible provided that the application of Islamic law, such as honesty, simplicity, integrity, faith and justice have been applied in hidden dealings. And any excess gains should be spent on  needy relatives and others through Zakat, alms, endowments, charitable donations and other gifts: "And that  in whose wealth is a recognized right. For the needy who asks and who is prevented for some reason from asking." AlMaarij 24-25.
You should also suppose that this gain is from the grace of God and Muslims should not make an unreasonable effort just for the sake of making money. Once in transactions, there should not be any losers- every situation must be a win-win. As explained above, it is not enough to avoid usurious projects, but to apply the full moralistic principles system. Again we ask: How will confidence be recovered in financial systems?

Applying a Fair Capitalism

First: Restore Confidence

Belgians say "confidence leaves on a horse and comes back on foot." Confidence is difficult to acquire, it takes time. Behavioral change needs education and continuous supervision by independently control bodies for years. First-wealth seekers must recognize that the ultimate goal of wealth collection is happiness and prosperity for all, not to raise money for  only self. "So he who gives in charity and fears Allah, And in all sincerity testifies to the best, We will indeed make smooth for him the path to Bliss. But he who is a greedy miser and thinks himself self-sufficient, And gives the lie to the best, We will indeed make smooth for him the path to Misery. (Al-Lail 5-10).
Then the wealthy must become humble when the government asks them to share their wealth to increase their workers' wages or grant donations and alms to the needy and the poor. Restoring confidence needs patience and the gradual introduction of financial improvements towards a more just society. There must be real results that can be sensed by the poor and the oppressed. Dishonest pursuit towards equality will be ultimately exposed, and then there will be a lasting loss to the credibility of those parties. Finally, all transactions must be transparent.

Second: The Role of Government

Government must have a strong role in dealing with income disparity to achieve capital justice because it is in the interest of everyone. The government will gain committed and productive working cadres that have a loyal and cohesive society. It can carry out the following:
1. The first-projected solution of the government is to create an equation or a rate of income in the public sector commensurate with the performance of the individual. It must be fair to achieve a dignified fulfilling life for the individual. Governments must put pressure on companies to pay wages equal to the individual capacity and production outcome.
2. States that have tax systems can achieve part of social equality by reducing low-income wage taxes.
3. States should regulate the pricing and taxes of real estate and rents.
4. States should provide free education or a standard pricing for the needy.
5. States should offer free health or standard pricing for the needy.
6. The Ministry of Labor must have occupational standards and job descriptions with fair wages based on scientific formulas.
7. States should grant social benefits to citizens and permanent residents, for example, social security.
8. Programs should be in place to enable most people good incomes and participation in the economy.
9. Regulations should be in place to ensure the integrity of the financial system and the independence of regulators to control markets.
10. Laws protecting the environment and maintaining its sustainability should be enforced.
11. The state should provide donation to the victims in crisis.
12. The state should reduce excessive increases in bank budgets because of the increased risk that weakens competition, creates complications and causes financial crises.

Third: Companies that do not Fail

Large companies called the companies that are "too big to fail" have a responsibility to improve the lives of the poor by enhancing business activities, employment opportunities and facilitate access to financial support. They can create wealth for those in the lower-income levels or the so-called fourth-grade, or the 4 billion poorest on earth. They have social responsibilities to be transparent, protect the environment, donate nationally to the poor and needy, and to achieve equality among employees.
After the 2004 tsunami, the Bill Clinton Foundation helped fishermen in Haiti and gave each a boat and a basic mobile phone. This has increased their income 30 percent compared with the period before the crises because they are now able to call, while in sea, to pinpoint the best places to sell their fish.

A Final Word

States have become big companies that are shrinking to become a giant profit company. Wealth has created inequality and violated the rights and opportunities of others, and denied them investment in local or global economies. Globalization has a significant effect, and powerful nations impose it on weaker countries to open their markets and exploit its resources. Civilization cannot tolerate endless injustice. Democracy cannot coexist with a group of people who control the fate of humans. Capitalism, without democracy, will develop recession and this is a fact from history. We need capitalism where our economy is just and sustainable, and more inclusive. We need everyone to participate, each according to his or her production and capability; otherwise, we will continue under the catastrophic financial crises and that may possibly lead to a revolution of the poor over the rich.

Financial stability is in the participation of all.



References:
Abbas J. Ali , (2014),"Globalization and inequalities", International Journal of Commerce and Management, Vol. 24 Iss 2 pp. 114 - 118
Bruce Lloyd Lester Thurow, (1997),"The future of capitalism", Leadership & Organization Development Journal, Vol. 18 Iss 2 pp. 93 – 98
Christine Lagarde. Economic Inclusion and Financial Integrity—an Address to the Conference on Inclusive Capitalism. International Monetary Fund: London, May 27, 2014
P.K. Keizer, (1999),"Capitalism, rivalry and solidarity", International Journal of Social Economics, Vol. 26 Iss 6 pp. 752 – 764
Wael Halaq. The impossible state: islam, politics and the dilemma of modernization. Translated by Amro Usman. Arac Center for Research and Policy Studies. 2014.   

السبت، 7 فبراير 2015

الرأسمالية العادلة

الرأسمالية العادلة
رأسمالية ظالمة
هناك شعور بعدم الثقة تسود مجتمعاتنا في شتى أقطار العالم. هناك عدم ثقة بالرأسمالية وقادتها وما يسمى بالمؤسسات ونظام الأسواق الحرة. هناك عدم مساواة في الدخل وشعور بالعزلة والتفكك بين الرابحين والخاسرين في نظام رأسمالي ظالم. كيف تكون هناك عدالة بينما يخطط المشرعون لإبتزاز المستهلك الفقير؟ نقرأ كل حين عن فضائح فساد وإختلاسات وتستر لشركات وهيئات مالية منها ما أصبح علنياً عندما غابت دور المراقبة والمحاسبة. مجتمعاتنا تكافئ من حصل على الثروة بدون جهد بأضعاف مضاعفة مقارنة بمن ساهم في نفس الإنتاج بعرق جبينه وعمل أعمالاً شاقة. لا توجد اي مبررات لمعدل كسب الرؤساء التنفيذيين 350 ضعفا نسبة إلى العمال. بعض دولنا تكافئ من يزداد ثروةً أو يحولها خارج هذه الدول وتوظف المزيد من الأجانب وتفتح أسواقها لهم ليستثمروا كيفما شاؤوا وعند أي هزة مالية تُسحب الإستثمارات وتُخلق الأزمات المالية. لقد عاد زمن الاقطاعيين والتحكم بالمصادر والأرزاق من جديد. ولكنهم لن يستطيعوا خنق البشر بوظائف غير مجزية لأن الطلب في السوق سينهار على المدى الطويل. هذا ما تعلمناه من التاريخ. يجب ان ينظم هذا الطمع. فهل يمكن بعد هذا الطرح تجديد الثقة و تحقيق نتائج اجتماعية و اقتصادية أفضل للجميع؟
أساس الرأسمالية
قبل أن نناقش موضوع الرأسمالية ، دعونا نتطرق إلى مبادئها. أتت كلمة الرأسمالية من الكلمة الإغريقية caput وتعني الرأس وكان الأغنياء يقاسون بكم رأس من الماشية يملكون. وأصبحت بتطور الإقتصاد المالي إلى كلمة رأس المال أي Capital. ونادى الفيلسوف آدم سميث والذي ألف كتاب "ثروة الأمم" عام 1776م بالأسواق الحرة. كان على قناعة بأن كل شخص لو قام بأفضل عمل لديه سيكسب المجتمع ككل. وأوصى بأن لا تفرض قيود على حركة السوق ويجب أن تنساب الأموال بين البائع والمشتري. فالمال يجب أن يذهب إلى أفضل بائع والذي لدية أفضل بضاعة. هذا البائع هو من سيطور العمل أكثر. وبالتالي سيستفيد منه المجتمع. أصبحت كلمة الرأسمالية مهمة للرأسماليين منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر عندما إدعى كارل ماركس أن الرأسمالية بها تجاوزات تؤدي إلى تراكم الأموال في أيدي القلة وهو ما يؤدي الى الصراعات الكبرى والأزمات المالية. وقال أن الرأسمالية ستختفي عندما يزيح الشعب الحكومات. وحدثت مجازر جراء إفتراضات كارل ماركس ، ولكن مع هذا لم تختفي الرأسمالية.
ربما كان آدم سميث ساذجا بمنظور الأمن القومي. فالدول تحافظ على ثرواتها للإستفادة منها بأقصى ما يمكن من أرباح ومكاسب سياسية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية. فلا يمكن أن يُسمح أن تنتقل الأموال في الأسواق العالمية بحرِّية لأنها مصدر من مصادر القوة في الدولة. أيضا، في القرن الواحد والعشرين هناك طرق أكثر إبداعاً لتنمية الثروة إقتصاديا وإستخدام مخرجاتها لصالح الدولة فقط لم تختبرها نظريات آدم سميث في القرن التاسع عشر. وربما كان كارل ماركس ساذجا بحكمه على الرأسمالية وتأثيرها على المستوى الفردي والدولي وأفكاره أصبحت غير واقعية في ظل تطور النظريات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية الحالية. فمن مفهوم آدم سميث فإن الرأسمالية اذا ما طبقت التطبيق الصحيح فإنها ستخدم المجتمعات بينما أتت الماركسية بمفهوم أنظمة إقتصادية غير نافعة ولا تعمل إلا لصالح العمال ، أما أرباب العمل والمديرين في الوسط فلا قيمة لهم وتضر حوافزهم لتطوير العمل. ولكن يمكن أن نقتنع بأن بعض البشر لديه رغبة مفرطة لامتلاك الثروة والسلع أو أشياء ذات قيمة مجردة بقصد الاحتفاظ بها للذات ولا يكتفي بحاجاته الأساسية ووسائل الراحة فقط.
تكديس الثروة
مع الوقت قاد هذا الجشع إلى مجازفات تجارية غير محسوبة تحتوي على المخاطر وتتصف بتدمير القيم الأخلاقية. وأصبحت الرغبات بلا حدود وأكثر دراماتيكياً من الإحتياجات وأصبح الهم الأكبر هو جمع الثروة ومقارنة الأغنياء الآخرين. هذا التكدس في الثروة لدى مجموعة ضئيلة من البشر حرمت آخرين من الكثير من الخدمات التي تتمتع بها طبقة الأغنياء. فالغني يستطيع أن يحصل على فرصة أفضل في التعليم والصحة مثلاً ، لا يحصل عليها ذوي الدخل المحدود. أي أن المناداة بتساوي الفرص لا يمكن تطبيقة في ظل مجتمع أسواقه حرة. وفي مقارنة للثروة أفادت مؤسسة النقد الدولي أن أغنى 85 شخص يملكون ثروة تفوق ما يملكه النصف الأفقر من سكان العالم والمقدر بثلاثة بلايين ونصف نسمة. إذاً المسائل التي يجب أن تعالج هي المساواة في الدخل وتحقيق العدالة في هذا النظام الرأسمالي ومقاومة محاولات الأغنياء في الحفاظ على الأوضاع لصالحهم.
عدم مساواة الدخل
إن الإعتماد على الأرباح قصيرة الأجل كما هو هدف الكثير من أغنياء العالم يقوض الإستثمارات ويقلل من النمو الإقتصادي للدولة على المدى الطويل. فالدول التي لا تتمتع بالمساواة العادلة في معدلات الدخل لا يمكن أن يزدهر إقتصادها. فمحدودي الدخل والفقراء هم من يبنون إقتصاد الدولة بسواعدهم. لديهم القوة ولديهم الإبداع والذي يحتاج البيئة العادلة المناسبة لتفجير هذه الطاقات ولكن بإقصائها تتأثر مستويات الإنتاج وتنعكس سلباً على إقتصاديات الدول.
وكذلك نرى عدم المساواة جلياً في نتائج إستثمارات وأعمال المؤسسات المالية والتجارية. فعندما تزدهر هذه المؤسسات بالأرباح فإنها لا تتشارك بالأرباح العادلة مع المستثمرين فيها فتكافئ أعلى الهرم بمكافآت ضخمة وتتقاسم نسبة أرباح بسيطة مع المستثمرين لا تسمن ولا تغني من جوع. والأمثلة كثيرة في نتائج البورصة وفوائد البنوك. وعند أي خسائر فلن يتحملها إلا العامة من الناس. وهناك أيضاً أمثلة في الشركات التجارية والصناعية والتي قامت بتخفيض أجور العمال بنسب تتراوح بين 20 الى 30% بينما زادت أجور الرؤساء التنفيذيين 30% في نفس الوقت.
مع عولمة الرأسمالية زادت درجة عدم المساواة بين الشعوب لأن الدول المتقدمة إستحوذت على الكثير من مصادر الدول الفقيرة بأبخس الأثمان. لا تعزو الدول المتقدمة ذلك بمثل هذا التفسير وإنما تزعم أن عولمة الرأسمالية أصبحت أكثر كفاءة وأصبح عدم المساواة بين الدول جزء لا يتجزأ منها. ربما في الدولة الواحدة تستطيع الحكومة أن تعدل في الأجور بسن القوانين ولكن عندما تتعامل مع الرأسمالية الدولية والشركات العالمية يتطلب الأمر التنسيق التفصيلي بين أجهزة الحكومة الواحدة وحكومات الدول وهو أمر غير عملي في الوقت الحاضر لغياب الكثير من مفاهيمه وأدواته مثل تفكير الحكومة بمنظور عالمي ، وصعوبة إيجاد فرص إقتصادية للملايين من البشر.
طرحت بعض الدراسات أن الحل الوحيد لعدم المساواة وتعديل الوضع الإقتصادي في الدول الفقيرة هو التعليم وإكتساب المهارات الحديثة للمنافسة في الأسواق العالمية ولكن التناقض الواضح هو غياب الفرص الجيدة للتعليم والتدريب لشرائح كبيرة من الفقراء، فأغلب المؤسسات التدريبية الجيدة ربحية وتكاليف الدراسة والتدريب ليس يسيرا للكثير منهم. أضف عليه فإن الكثير من هذه الدول غير ديموقراطية ليستطيع ذو الدخل المحدود أن يدلي بصوته ناهيك عن الإستجابة له. وحتى الدول الديموقراطية تتأثر بعدم المساواة.
عراك الديموقراطية والرأسمالية
تتعاون الديموقراطية والرأسمالية حتى حد معين ثم تتعاركان. تكفل دساتير الدول الديموقراطية الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص. وتكفل الرأسمالية الأسواق المفتوحة. فلو أخذنا مثالا على تنمية المواشي ، فديموقراطياً يكون هدفنا أن نحافظ على هذه الثروة الحيوانية لنا ولأجيالنا القادمة بمعدل يكفي حاجاتنا. ونستخدم السوق الحرة لبيع الفائض أو الإستفادة منه. ولكن عندما نكون في مجلس إدارة شركة ربحية للمواشي فإن الهدف الرئيسي هو مقدار الربح الذي سنجنيه من هذه المواشي ولن نهتم بالأجيال القادمة لأنهم ليسوا من المساهمين.
أثرت الرأسمالية على الدول الديموقراطية المتقدمة في عدم مساواة الأجور والبطالة. فأصحاب المؤسسات المالية والتجارية والصناعية تبحث عن تخفيض التكاليف التشغيلية لزيادة الأرباح فتنقل مقار أعمالهم الى الهند والصين مثلا حيث أجور العمالة منخفضة بإمتياز. وكذلك عندما تتوفر الآلة يستغنى عن الإنسان. لذا ، نجد حاليا مشاكل أوروبا متمثلة في البطالة ومشاكل الولايات المتحدة متمثلة في تدني الأجور. المشكلة الحقيقية للديموقراطية هي إخماد صوت المواطن العادي وغياب تأثيره في القرار السياسي. فالشركات تكتب قوانينها بنفسها وعندما يثق بها المستثمر والمواطن فهي تحمل مسؤولية إجتماعية وأخلاقية تجاهه. ولكنها تستخدم كل ذلك في الضغط لتحقيق مآربها في المنافسة بين الشركات الأخرى. فالشركات الربحية ليست مؤهلة ولا تملك القدرة على تحمل دور المسؤولية المجتمعية. وهنا يكمن الإختلاف بين الديموقراطية والرأسمالية. فهل ستتحول الرأسمالية العالمية لتحكم الأمم وتحل محل الديموقراطية؟
لا يمكن أن تحل الرأسمالية العالمية لحوكمة الشعوب بسبب عدة تناقضات. فالأسواق الحرة ليست حرة فهناك الكثير من العوائق للتجارة الحرة – أنظر مقالة سابقة عن حماية التكنولوجيا الأمريكية. أيضاً ، تواجه أنظمة فتح الهجرة بين الدول عوائق متعددة وتتعقد سنوياً بسبب الإرهاب والعوامل الإقتصادية الأخرى. كذلك فإن مستوى البطالة في إزدياد. ويتضح من وجود مؤيدين ومعارضين للرأسمالية العالمية أن الأنظمة السياسية والإقتصادية ستتأثر من وجهات النظر المتناقضة. وأخيراً ، لقد سعت الولايات المتحدة طامعةً لتوسيع نفوذها المالي والبنكي لفتح الإقتصاد حول العالم بدون تنظيم وتقنين القطاع المالي. لقد خلقت هذه التناقضات أزمات مالية قادت إلى ضعضعة الثقة في المؤسسات المالية وصناع القرار فيها وفي الأسواق الحرة المنشودة. أي أن المسألة اليوم أصبحت مسألة ثقة إضافة إلى مسألة إقصاء كما أشرنا في الفقرات السابقة. هذه الثقة أيضا مفقودة في البنوك الإسلامية التي تأثرت بالرأسمالية أو نظمت نفسها بوشاح إسلامي لتستفيد من غزو الرأسمالية.
بنوك إسلامية المسمى
حتى بنوكنا الإسلامية غابت عنها مبادئ تنظيم الإسلام لإكتساب المال وهي إسلامية المسمى فقط. فالمسلم يسعى الى الاستقلالية في مكسبه ولو تخطى معدل رزقه فهو مستحب. كما أن تحقيق أرباح تجارية كبيرة للعيش في بحبوحة يعتبر مباح بشرط تطبيق قيم الشريعة الإسلامية مثل الصدق والبساطة والإستقامة والإيمان والعدل في التعامل. وأي مكاسب فائضة تنفق على الأقرباء المحتاجين ثم العباد عن طريق الزكاة والصدقات والوقف والتبرعات الخيرية والهبات الأخرى: " وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ". المعارج 24-25. كذلك يجب أن يفترض أن المكسب من فضل الله وألا يبذل جهداً غير معقول لجني المال وألا يقع الضرر على أحد. لا يكفي تجنب الدخول في مشاريع ربوية إنما تطبيق نظام تعامل أخلاقي كامل. كيف نسترجع الثقة إذاً في المنظومات المالية؟
كيف نطبق رأسمالية عادلة
أولاً : إسترجاع الثقة
يقول البلجيكيون "إن الثقة تغادر ممتطية جواداً وتعود سيراً على الأقدام." فالثقة يصعب إكتسابها وتحتاج إلى الوقت أما تعديل السلوك فيحتاج الى التعليم والاشراف المستمر لسنوات طويلة من قبل أجهزة رقابية محايدة. أولا يجب أن يعي أصحاب جني الثروات أن الهدف النهائي من جمع الثروة هو السعادة والرخاء للجميع وليس الهدف هو جمع المال للشخص نفسه فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (الليل 5-10). ثم يجب أن يتواضع الأثرياء عندما تطلب منهم الحكومة تقاسم ثرواتهم بدفع أجور أكبر للعاملين لديهم أو منح تبرعات وصدقات أكبر للمحتاجين والفقراء. إن عودة الثقة تحتاج الصبر وإدخال التحسينات المالية تدريجياً نحو مجتمع أكثر عدلاً. ويجب أن تكون هناك نتائج حقيقية يلمسها الفقراء والمظلومين. إن السعي الغير صادق نحو العدالة الرأسمالية سينكشف ولن تكون هناك مصداقية بين الأطراف نهائياً. أخيراً يجب أن تحل الشفافية في جميع المعاملات.  
ثانياً: دور الحكومة
يجب أن يكون للحكومة دوراً قوياً في مسألة علاج التفاوت الكبير في الدخل وتحقيق العدالة الرأسمالية لأن ذلك في مصلحة الجميع. فالحكومة ستكسب كوادر عمل منتجة وملتزمة ولديها الولاء ومجتمع متماسك. وتستطيع أن تقوم بالتالي:
1.     أول الحلول المتوقعة من الحكومة هو إيجاد معادلة أو معدل إكتساب للأجور في القطاع العام يتناسب مع أداء الفرد ويكون عادلاً يحقق حياة كريمة رغدة للفرد.  ويجب أن تضغط على الشركات لدفع أجور أكبر توازي حجم الانتاج.
2.     الدول التي بها نظام الضرائب يمكن أن تحقق جزءاً من المساواة الإجتماعية بتخفيض ضرائب أجور ذوي الدخل المحدود
3.     تنظيم تسعير وضرائب العقارات والإيجارات
4.     مجانية التعليم أو أسعار رمزية للمحتاجين
5.     مجانية الصحة أو أسعار رمزية للمحتاجين
6.     تنظيم وزارة العمل للمهن وتوصيف أجور عادلة مبنية على أسس علمية ورياضية
7.     منح المنافع الإجتماعية للمواطنين والمقيمين إقامات دائمة منها على سبيل المثال الضمان الإجتماعي
8.     برامج لتمكين الاكثرية من إيرادات جيدة والمشاركة في الاقتصاد
9.     التأكد من نزاهة النظام المالي وإستقلالية الاجهزة الرقابية لمراقبة الأسواق
10.            حماية البيئة والحفاظ على إستدامتها
11.            التبرع للمنكوبين في الازمات 
12.            الحد من ازدياد الموازنات العمومية المفرطة للبنوك بسبب جلبها لمخاطر أكبر واضعاف المنافسة وخلق التعقيدات والتسبب بالأزمات المالية

ثالثاً: الشركات التي لا تفشل
الشركات الضخمة ويطلق عليها الشركات التي هي "أكبر من أن تفشل" عليها مسؤولية تحسين معيشة الفقراء وذلك بتعزيز النشاطات التجارية وفرص العمل وتسهيل الحصول على الدعم المالي وخلق الثروة لأؤلئك في أسفل مستويات الدخل. أو ما يطلق عليهم الصف الرابع أو أفقر 4 بلايين على وجه الأرض. عليها مسؤولية إجتماعية تتمثل في الشفافية وحماية البيئة والتبرع الوطني للفقراء والمحتاجين وتحقيق العدالة بين الموظفين. بعد تسونامي 2004 ، تبرعت مؤسسة بيل كلينتون الخيرية لصائدي السمك في هاييتي وأعطت كل صياد قارب وهاتف جوال بسيط فقط أدى إلى زيادة دخله إلى 30% لأنه الآن يستطيع ان يعرف أين يبيع السمك لمعرفته بأسعار الأسواق على الساحل في نفس الوقت. وما أعظم قصص التبرعات في الإسلام. فيروى عن بعض السلف أن المتصدق يرمي التبرعات من فوق الجدار مكتوب عليها أنه رزق ساقه الله. وآخرون يبسطون أيديهم ليأخذ منها الفقير لتكون يد الفقير هي العليا. وغيرهم يبكي عندما يسأله فقير لحاجة لأنه لم يعلم حاجة الفقير ليجنبه ذلة السؤال.
كلمة أخيرة
أصبحت الدول شركات كبيرة تتقلص لتصبح شركة عملاقة ربحية. والثروة خلقت عدم المساواة وإنتهكت حقوق وفرص الآخرين وحرمتهم من الإستثمار في إقتصاد الدول. فالعولمة لها تأثير كبير وهي فرض من الدول القوية على الدول الضعيفة لفتح أسواقها لنهب خيراتها. الحضارة لا يمكن أن تتسامح مع الظلم الذي لا ينتهي. الديمقراطية لا يمكن أن تتعايش مع مجموعة من الناس تتحكم بمصائر البشر والرأسمالية ستصاب بالركود بدون ديمقراطية وهذه حقيقة تاريخية. نحتاج إلى رأسمالية يكون فيها إقتصادنا عادلاً ومستداماَ وأكثر إحتواءاً. نحتاج أن نشارك الجميع كلٍ حسب إنتاجه ومنافسته وإلا سنستمر تحت نكبات الأزمات المالية التي تقود إلى ثورة الفقراء على الأغنياء.
الإستقرار المالي في مشاركة الجميع



 




المراجع العربية
وائل حلاق. الدولة المستحيلة. الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة. ترجمة: عمرو عثمان. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. الطبعة الأولى. 2014
References:
Abbas J. Ali , (2014),"Globalization and inequalities", International Journal of Commerce and Management, Vol. 24 Iss 2 pp. 114 - 118
Bruce Lloyd Lester Thurow, (1997),"The future of capitalism", Leadership & Organization Development Journal, Vol. 18 Iss 2 pp. 93 – 98
Christine Lagarde. Economic Inclusion and Financial Integrity—an Address to the Conference on Inclusive Capitalism. International Monetary Fund: London, May 27, 2014
P.K. Keizer, (1999),"Capitalism, rivalry and solidarity", International Journal of Social Economics, Vol. 26 Iss 6 pp. 752 – 764