الجمعة، 31 أغسطس 2012

احذر مطار زيورخ

احذر من مطار زيورخ
الجريمة المنظمة
 


تعرضت مع عائلتي لسرقة في مواقف سيارات الايجار بمطار زيورخ في سويسرا الشهر الماضي والتفاصيل آتية ...

بعد استلام مفاتيح السيارة من يوروبكار توجهت للعثور على رقم الموقف في الطابق الأول للمواقف والمتكون من ثمانية طوابق

كنا بالغين اثنين وثلاثة اطفال اصغرهم بعمر احدى عشر عاماً وكل شخص منا يجر حقيبة سفر اضافة الى حقيبة ذراع او كتف. لم يكن في الموقف سوى مسافرين اثنين ينتظرون سياراتهم أو هكذا يبدو. وعندما عثرنا على الموقف بدأنا نضع حقائب السفر في شنطة السيارة وانزلت حقيبة الكتف جانباً خلف السيارة.

واثناء ذلك صاح علينا شخص في الاربعينات من العمر ضخم الجثة يرتدي قبعة ويبدو بانه من اوروبا الشرقية وتكلم بالانجليزية: "افحصوا السيارة". هززت له رأسي ايماءة بأننا سنفعل ولم اتحرك لفعل ما يريد. ولكنه اصر ورفع صوته

"افحصوا السيارة" وهو يشير الى مقدمة السيارة بالتحديد

اعتقدت بان السيارة بها مشكلة. توجهت الى مقدمة السيارة وتبعني الآخرون لنكتشف ان السيارة سليمة والتفتنا اليه مستغربين ولكنه أصّر:

"عندما تؤجر افحص السيارة اولاً قبل ان تضع حقائبك"

قلت له شكراً "على المعلومة المفيدة !" مستغرباً من هذا الفضول

وتوجهت الى خلف السيارة لأُحمِّلها باقي الحقائب وعند انتهائي التفت الى حقيبة الكتف فلم اجدها عندها ادركت انه كان لصاً ضمن عصابة واننا تعرضنا للسرقة. التفتنا يمينا يسارا خلفنا امامنا وركضنا للمخارج ولم نجده. لقد رحل ذاك الرجل الضخم وكأنه ريشة طارت واختفت. احتوت حقيبة الكتف على جوازاتنا ومبلغ ٣٠٠٠ يورو ولابتوب ونظام ملاحة السيارات جارمن ومعلومات قيمّة في قرص صلب خارجي واشياء أخرى

اجزم بأن انتظارهم لنا في المواقف أتى من اتصال افراد لهم داخل المطار وايضا داخل قاعة تأجير السيارات. وقام ذاك الضخم بلفت انتباهنا لتسنح الفرصة لزميله بالتسلل خلفنا.

توجهت لشرطة المطار والذين افادوا ان مواقف السيارات في مطار زيورخ لا توجد بها كاميرات مراقبة وان علينا الادلاء بافادة مفصلة عن محتويات الحقيبة وبياناتنا الشخصية. استغرق التحقيق ثلاث ساعات خلالها اتصلت بسفارتنا في باريس لاني اعرف ان زيورخ لا توجد بها سفارة قطرية ووجهوني الى الاتصال بالقنصل او جهة التمثيل الدبلوماسية في جنيف. وتحدثت مع الأخ الهاجري وبعض العاملين في القنصلية بجنيف الذين طلبوا ارسال تقرير الشرطة وبعدها يمكن ان اواصل زيارتي ولكن بعد الانتهاء علينا الاتصال بهم لاستلام مستندات تمكننا من العودة الى قطر. اكتشفت من المحادثة ان عائلة قطرية ايضاً تعرضت للسرقة.

ارسلت تقارير الشرطة بالفاكس الى جنيف.

قررت ان انتظر في زيورخ يوماً ثم أتخذ اما قرار العودة أو تغيير مخطط رحلتنا وتوجهت الى فندق الراديسون بلو في المطار ومن خلال بطاقتي الشخصية استطعت ان احجز الغرف. بعد ساعتين من وصولنا للفندق اتصل شرطي المطار يبلغني ان الحقيبة تم العثور عليها وستصل المطار بعد ساعتين. وبعد ساعتين ايضاً توجهت الى شرطة المطار لأجد حقيبتي وبها كل المحتويات ما عدا الأوراق النقدية والتي تمت سرقتها.

لصوص بقلوب رحيمة !

ربما ارعبتهم الأجهزة الالكترونية في الحقيبة والتي يمكنها تعقبهم فتخلصوا منها بسرعة.

وأخيراً اتصلت بالقنصلية في جنيف لأبلغهم بعثورنا على الجوازات وهي الأهم في القضية.

اما الدروس المستفادة من هذه القصة فهي كثيرة ألخصها هنا:

١. لا تضع كل محتوياتك في حقيبة واحدة. لم يتمكنوا من سرقة بطاقة واحدة من بطاقاتي الإئتمانية او الشخصية لأني أضعها في جيبي والمغلق بزمام او جرار

٢. اطلع على معلومات عن البلد الذي ستسافر اليه من صفحة وزارة الخارجية ونناشد الوزارة بتحديث هذه المعلومات

٣. لا تغفل او تترك حقائبك بدون رقابة في اي وقت حتى وان بدى لك المكان آمناً

٤. اتصل بسفارتك فوراً لإطلاعهم عن اي حادث واطلب اي مساعدة تحتاجها ودون معلومات الاتصال بالسفارة او القنصلية قبل سفرك

٥. احذر الغرباء والفضوليين خصوصا في الاماكن الخالية من الجمهور وان دخلتها صدفه اخرج منها فوراً

٦. حاول ان تكون هادئاً بعد التعرض لحادث سرقة فالعائلة والأطفال سيكونون في قمة توترهم وانت بحاجة الى صفاء الذهن. حاول تطمينهم

٧. تذكر ان الشرطة ستساعد بقدر مواردها فقط فلا تتوقع ان يبحثوا عن اللص كما في الأفلام . وفي حالتنا لم يأبهوا لأخذ اي بصمة

اذاً الاحتياط الشديد هو الاهم

٨. اتمنى من الخارجية أن تفتح مكتباً لها في زيورخ

٩. يجب ان يحذر المسافر المتوجه الى زيورخ ونصيحتي ان تؤجر السيارة من مطار ميونخ أفضل وأقل تكلفة

١٠. لا ننسى ان نشكر من مد يده لمساعدتك. وهنا ننتهز الفرصة لنشكر اخونا الهاجري والموظفين في جنيف والسبيعي في باريس والبنعلي في قطر