الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

إنقاذ "تعليم لمرحلة جديدة"

إنقاذ "تعليم لمرحلة جديدة"


فـــي بـــرامـــج تحضيــــــر المعلـــــــم الجامعيـــة



د. راشد علي السعدي

صاحب ترخيص مدرسة مستقلة (سابق)

رحلة العثور على الشغف

تخيل أنك بدأت أول يوم دراسي في حياتك وقابلت المعلم الذي رحب بك كإنسان واعد ينظر إليك بأهمية ويعاملك المعاملة التي تليق بنظرته عنك. وتخيل أنك بدأت مشوار تعليمك الذي تكتشف فيه من خلال تعليم صفي أوترفيهي أوميداني المعارف والمهارات والقيم التي تحتاج التسلح بها لتكتشف الشغف الكامن لديك وتطوره تدريجياً لتكتشف في مراحل مبكرة مثل المرحلة الإعدادية أنك شغوف بالبرمجة مثلاً. أيضاً واصل معي في التخيل أنك بدأت التركيز على هذا الإتجاه الكامن لديك منذ المرحلة الإعدادية وطورته الى أن أصبحت مبرمجاً محترفاً بعد الجامعة أو حتى الدبلوم. ماذا سيكون وضعك اليوم بعد عشر سنوات من التخرج؟ إما أن تكون صاحب أعمال مليونير أو محلل نظم خبير في الدولة أو القطاع الخاص تساهم في ترقية النظم السائدة وتطوير الأعمال وتشترك مع آخرين من تخصصات أخرى في نهضة الدولة على شتى الأصعدة في تنمية شاملة موزونة.
ما يحدث اليوم هو أننا في الثلاثين أو الأربعين أو حتى الخمسين من أعمارنا ولم نكتشف ذواتنا أو لم تتح لنا الفرصة لنقوم بذلك. والنتيجة الحتمية شلل في قوة العمل الوطنية في الدولة.
لنعود الى تخيلنا السابق. من كان السبب في نجاح المبرمج؟... طبعاً ... بكل تأكيد "المعلم." وبكل بساطة "المعلم" ، أو " المعلمة". نحن لا ننكر حق الوالدين وغيرهم في الرعاية والتضحية والتشجيع ولكن نناقش المسألة بأسلوب علمي محترف. فلا داعي لأن نشتت أفكارنا يمنةً ويسرةً بحثا عن إستراتيجيات تعليمية ومبادرات إصلاح من الدول الأخرى نستعيرها لنطبقها لا تصب في موضوعنا وهو "المعلم" ! فموضوع إستراتيجية التعليم الرئيسي لدينا يجب أن يكون "المعلم"  وموضوع العملية التعليمية والتدريسية لدى المعلم يجب ان يكون "الطالب." إن محاولة تطبيق أي إستراتيجية أو مبادرات تعليمية مستعارة بحذافيرها فشلت سابقاً وستفشل مجدداً. المعلم هو من سيقود العملية التعليمية ولكن ليس أي معلم ! نحتاج معلمين قادة في مجالاتهم العلمية والبحثية ، خبراء في مهاراتهم الحقلية ومهارات التدريس وقيادة الصف واعين بما يدور في المجتمع حولهم.

الأولوية الأولى لم تبدأ بعد

لقد مرت مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" في مخاضات متعددة وقفزات سريعة متناقضة بدأت بالربحية واللامركزية وإنتهت باللاربحية والمركزية. فلماذا فشلت قيادات العملية التربوية من تطبيق مبادرة مؤسسة راند-قطر في تحقيق إستراتيجية الربحية اللامركزية؟ إن الصراع بين التراث والحداثة أدى إلى تفوق المحافظة على هويتنا الوطنية وهو ما تغلب على الجسم الدخيل الذي أُريد له أن يُزرع في جسد العملية التعليمية. للمزيد حول مسار العملية التعليمية منذ 2004م وحتى 2008م ، إقرأ مقالة للكاتب منشورة عام 2008م.
هناك الكثير من الأهداف التعليمية التي تساهم في الإصلاح التعليمي في الدولة ولكن الأولوية الأولى (والتي هي بناء الكادر التعليمي الصحيح) ، لم تبدأ بعد ! حقيقة مرّة يجب أن نواجهها ونتجرعها حتى نستطيع أن ننبذ المظاهر الزائفة ونخمد الأبواق الرنانة التي تدهن وتُزيت تروس عربة تعليمنا المهترئة لكي لا يُسمع صريرها. لقد توفر للتعليم منذ عام 2004م موازنات ضخمة تزداد سنوياً وبنية تحتية تمثلت في مدارس مكيفة كاملة الخدمات وانظمة معلومات حديثة ومختبرات علمية ومرافق متعددة ولكن حتى يومنا هذا نواجه قصوراً شديداً في كفاية وجودة الكوادر التعليمية الذي إضطررنا بسببه إلى الإستعانة بمدرسين من خارج الدولة ومن أشقاؤنا العرب. ومع إحترامي الشديد لأشقاؤنا العرب ، فإن الدولة لن تجني ثمار مبادراتها منهم إلا بعد سنوات لانهم غير جاهزين لأساليب التعليم والتقييم الحديثة التي تطبق في الدولة. القليل منهم فقط سيتمكن من النجاح في التغيير أما الأغلبية فلن يتمكنوا من تغيير نمط أساليبهم التدريسية واساليب قيادتهم في الصف بسهولة. هذه ليست نظرة تشاؤمية إنما واقع إداري حقيقي وتجارب ميدانية سابقة في عمليات ومشاريع إدارة التغيير.
اذا كان واجب المعلم مراعاة الفروق الفردية والإلمام بإختلافات أساليب التحصيل لدى كل طالب ، فأليس من البديهي أن نطور معارف المعلم في نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر وتطبيقها العملي قبل دخوله الصف؟ وإذا كان الأمر يتطلب وضع خطط تدريسية بناءً على نتائج الطالب التشخيصية وليس تدريس منهج معد سلفاً فقط ، فلا بد من إعداد المعلم في أفضل استراتيجيات التقييم المناسبة وكيفية تحليل بيانات الطالب وتسجيل البيانات وتخزينها وأفضل طريقة لإخراج التقرير. وإذا كان سيستخدم المعايير الوطنية المستخدمة في المدارس المستقلة فلماذا لا يدرسها مسبقاً حتى يكون جاهزا عند توظيفه؟  وإذا كان المعلم سيستخدم سياسة السلوك الخاصة بالمجلس الأعلى للتعليم بدولة قطر فلماذا لا يتم تحضيره مسبقاً بقراءة تفاصيل اللائحة ومناقشتها بهدف فهمها او حتى المساهمة في تطويرها؟
عندما يتوظف المعلم في المدرسة المستقلة يبدأ في التدريب وفي نفس الوقت التدريس. ولا يرتقي منحنى التعلم لديه إلا بعد عدة سنوات ، خلالها يضيّع فرص تعليم حقيقية للطلاب الذين يتمدرسون تحت يده. ومن السبب؟ النظام التعليمي الحالي !!!
 {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء 53. نصيحتي التي أنادي بها لسنوات هي أن يتم تحضير المعلم في المرحلة الجامعية تحضيراً شاملاً وسأذكر ببساطة المنهج المطلوب والمتوفر أساساً لدى المجلس الأعلى للتعليم وجامعة قطر وما تبقى من مناهج فالحصول عليه يسير. ولكن نحتاج القائد الشجاع الذي سيطبق هذه الخطة البسيطة النابعة من احتياجاتنا المحلية.
لقد أثبتت دراسات التدريب منذ عقود أن أفضل كفاءة وفعالية تدريبية ذات الجدوى الإقتصادية هي تلك التي تحاكي المعارف والمهارات والقيم التي سيتسلم المعلم مسؤولياتها عندما يستلم الوظيفة. فإذا كانت مسؤوليات المعلم أن يلم ويدرس المعايير الوطنية الخاصة بتخصصه فإن المعايير الوطنية ستكون منهج دراسته في الجامعة. وإذا كانت واجباته إستخدام البوابات الإلكترونية الخاصة بالمجلس الأعلى للتعليم للتواصل مع الطلاب وإعداد خطط الدروس من خلالها والتقييم ورصد الدرجات ، فيجب ان يتضمن برنامج إعداده الجامعي منهجاً لتعلم البوابة الإلكترونية ذاتها. أيضا ، وعلى المستوى الإداري عندما يتوظف ، يتطلب من المعلم أن يسترشد بالسياسات المختلفة مثل لائحة الموظفين ومجلس الأمناء وسياسات القبول والتسجيل وسياسة أمن المعلومات وادارة السلوك ودليل الموظف. فلماذا لا تشكل من هذا كله كتاب للسياسات المدرسية ويدرس ضمن منهجه في الجامعة. ببساطة .. هذا هو الإعداد الفعّال. طبعاً لن نغفل الجوانب الأكاديمية والبحثية والتطبيقية الأخرى وسنأتي على ذكرها في الفقرة القادمة.

البرامج الجامعية لإعداد المعلم

ولكن من الذي يدرب المعلم في الجامعة؟ تعليم المدرس حالياً لا يلبي السعة الاستيعابية والكفاءة والفعالية المطلوبة. تقول الابحاث أن الخبرة العملية المركزة على تحصيل معلم المستقبل العلمي والذي يقودها مدرب خبير هي الافضل لتحصيل الطالب المتعلم. وفي محاولة تطبيق ذلك في قطر ، نستطيع القول أن أفضل طريقة يتبعها المجلس الأعلى للتعليم هي أن يوجه أغلب جهود مستشاريه الأجانب الأستراليين والنيوزيلنديين والبريطانيين وغيرهم ان توفروا لدعم برامج اعداد المعلم في الجامعة الخاصة بالجانب التطبيقي. أما الجانب الأكاديمي والبحثي فيبقى مسؤولية أساتذة الجامعة من حملة الدكتوراة. أو إن لم يتوفر المدرب الخبير تقوم الجامعة عندها بإستقطابهم بالشراكة مع هيئات المجلس الأعلى للتعليم.
حتى يصبح معلماً في المدارس المستقلة ، يجب أن يحصل المعلم المتدرب على شهادة بكالوريوس في التخصص مع ماجستير في التعليم التربوي في تخصصه ( 5 سنوات) مقسمة حسب الملحق (أ) . ويبين الملحق (أ) كذلك تفصيل مبدئي لرخص المعلم وشروطها وتحفيز مادي للطالب المعلم في السنة الخامسة. أما القيادات التعليمية مثل المدير والنائب الأكاديمي فيتم تأهيلهم من خلال ماجستير قيادة تعليمية ثم دورات تطوير وظيفي لم نذكر تفاصيلها في هذه المدونة (ربما لاحقاً).

خلاصة

يجب أن تكون معايير توظيف المعلم عالية (في بعض الدول نسبة قبول المعلم للدراسة 5% فقط من المتقدمين) ويجب أن نشجع القطريين بدخول التعليم بمنح المعلم راتباً مرتفعاً ويجب أن تكون دراسته الجامعية مثيرة للتحدي حتى يبذل اقصى ما لديه كسباً لأقصى معرفة ومهارات ممكنة. فعندها فقط سنجد المردود على استثماراتنا فيه لأن هذا المعلم سيخفض من موازنات الدولة في التعليم وسيحقق افضل قيمة شرائية للتسهيلات والمواد. وأهم من كل ذلك سيستطيع فهم التعقيدات الاجتماعية والإقتصادية ويتغلب عليها وبذلك يحقق النجاح لمبادرة "تعليم لمرحلة جديدة."
"التعليم أقوى سلاح لتغيير العالم" ، نلسون مانديلا


الملحق (أ)

المؤهلات الضرورية للمعلم في قطر

بكالوريوس التخصص وماجستير تعليم
للمعلم في المدارس المستقلة

المنهج الجامعي لبكالوريوس التخصص وماجستير تعليم:

أهداف المنهج: تشمل وغير مقتصرة على التالي:
·        تطوير نتائج الطالب هي الهدف الرئيسي
·        النظريات التعليمية وأفضل الأبحاث والتجارب التعليمية والأدلة عليها
·        علم وتخصص مبني على فهم عميق للمادة
·        تعلم مبني على البحث والتقصي والتأمل
·        الإلتزام الحقيقي وتطبيق ميثاق شرف المعلم
·        التعلم مدى الحياة
·        بناء قدرات المعلم لكي يحقق الجودة التعليمية
·        بناء قدرات المعلم لكي يتعرف بسهولة على اولويات التعليم
·        بناء قدرات المعلم لكي يعرف ما يحتاجه من تطوير وظيفي وكيفية تطوير ذاته
·        تحقيق الفضول التعليمي لدى المعلم
·        كيفية اعداد المنهج لتغطية المعايير
·        الالمام الشامل بمعايير المادة التي تطبقها الدولة من الروضة حتى الثالث الثانوي
·        تحضير الخطة الفصلية وخطة الوحدة وخطة الدرس حسب اسلوب التدريس الحديث المعتمد في المجلس الأعلى للتعليم
·        الالمام بالتقييمات المختلفة من تكوينية وتحصيلية ومستمرة وكيفية تأثيرها على تحصيل الطالب
·        الخبرة في تحليل النتائج وبناء الخطط العلاجية على ضوئها
·        المعرفة وبناء المهارة العملية في ادارة الصف
·        دراسة منهج كامل في فن التدريس ومعرفة طرق التدريس المختلفة التي تلبي الاحتياجات التعليمية لكل طالب
·        تكامل مناهج المادة مع المواد الأخرى
·        التعاون مع المؤسسات التعليمية المحلية والعالمية ومعرفة او حضور المعارض والندوات والمؤتمرات الخاصة بمواد التخصص او اساليب التدريس والتقييم والبحوث التعليمية
·        التفاعل مع البيت
·        تطوير المدرسة
·        ممارسة الابداع في الأداء
·        الالمام بالتقنية
·        التعليم الخاص

مكونات المنهج:

سنذكر مكونات المنهج التي ستغطي 5 سنوات ولكن سنمتنع عن ذكر التفاصيل الزمنية للمكونات لأن الهدف هو فهم بسيط للمنهج المطلوب لتحضير المعلم كي يصبح جاهزاً للتدريس في مدرسة مستقلة بقطر. ولكن مجملا سيحتاج المعلم الى 3 سنوات ونصف لتخصصه الأساسي وسنة ونصف لكي يتخصص في التعليم. ليتخرج في نهاية مدة الخمس سنوات حاصلاً على شهادتين: بكالوريوس التخصص وماجستير تعليم.

1.     اللغة الإنجليزية

2.     المواد الإنسانية : علوم طبيعية ، علوم إجتماعية

3.     مواد التخصص: يضاف إليها معايير المجلس الأعلى للتعليم

4.     المهارات الأساسية في التعليم:

معرفة مفاهيم تدريس المادة وتطبيقها عملياً ، الالمام بسيكولوجية التعليم والتدريس والتعليم الخاص والثقافات المختلفة ، مهارات التفاعل والاتصال ، مهارات استخدام المعلومات وانظمة الاتصال في التعليم. مثال لبعض الكتب الدراسية: التعليم الفعال في المدارس بين النظرية والتطبيق. مهارات التعليم الاساسية. التفكير التعليمي لدى المعلم . قراءات في التعليم. مبادئ وتطبيقات في التعليم في مدارس فنلنده. التعليم في المدارس القطرية.

5.     المهارات المتقدمة في التعليم:

الالمام بأساسيات علم النفس والاجتماع وفلسفة التدريس والتعليم ، مهارات لتقييم التعليم وتطوير الاعمال الذاتية ، مهارات لتنفيذ بحوث تعليمية مختلفة ، مهارات استخدام بيئات تعليمية وتدريسية متعددة ، القدرة والوعي بالمسائل القانونية والاخلاقية والثقافية في المجتمع المدرسي. امثلة من بعض الكتب الدراسية: كيف تصمم وتقيم البحث في التعليم. سيكولوجية وتعليم البالغين. فهم التوحد في السنوات الأولى. تقنيات الملاحظة والتقييم. طرق التعليم المبدع. تحسين تعلم العمليات الحسابية. تعلم البحث لمدى الحياة. قضايا حرجة في التعليم. التقييم في الفصل. فن وعلم التدريس. استخدام نظم المعلومات والاتصالات في التعليم. التفكير الناقد في المناهج. التعلم التعاوني للكبار. استراتيجيات التدريس لمادة الفيزياء. وهكذا.

6.     سياسات ومعايير المجلس الأعلى للتعليم:

تغطي ولا تقتصر على المناهج والمعايير المعتمدة ، وأساليب التدريس والتقييم والاختبارات المطلوبة ، سياسات السلوك ودليل المعلم والانشطة المساندة ومراكز التعلم والتعاون مع المجتمع والاحتياجات الخاصة وبرامج نظم المعلومات والاتصالات ودليل الطالبة وسياسات القبول والتسجيل والتطوير الوظيفي.

7.     مرحلة التدريب تحت الإشراف:

تدريس 3 صفوف دراسية تحت الإشراف لعشرة أسابيع تحت اشراف معلم المادة والخبير التربوي في الجامعة .

8.     البحوث:

بحث يعده الطالب المعلم في موضوع خاص بالتعليم .

9.      الزيارات والندوات والعضويات:

يتخلل برنامج الماجستير زيارات لمؤسسات تعليمية ومجتمعية بهدف توسيع مدارك الطالب المعلم بوجودها ودورها في العملية التعليمية. كذلك يشجع الطلاب المتعلمين ان يكونوا اعضاء دائمين في الهيئات التعليمية العالمية والاقليمية او المحلية. كما نوصي بأن تتعهد الجامعة بالشراكة مع الهيئات التعليمية للمجلس الأعلى للتعليم بإقامة الندوات التعليمية المستمرة لتطوير التعليم.
قبول المعلم كطالب في الجامعة:
يكون بناءً على اسئلة تحريرية ومقابلة شخصية وتقييم الخبرات السابقة او النتائج الاكاديمية.

الراتب خلال السنة الخامسة :

يمنح الطالب المعلم راتباً خلال السنة الخامسة من دراسته.

الرخص التعليمية:

رخصة معلم مبتدئ :

رخصة يستطيع المعلم ان يسد فراغ تدريسي ضروري ومدته 5 سنوات غير قابلة للتجديد ويجب على المعلم ان يحضر لرخصة المعلم . شروطها: بكالوريوس التخصص واجتياز إختبار خاص بهذه الرخصة

رخصة معلم:

الرخصة ضرورية للتعليم في مدرسة مستقلة في الدولة تمنح عليها علاواته كاملة. قابل للتجديد مرة واحدة فقط ويجب على المعلم ان يسعى لرخصة معلم محترف خلال 5 سنوات من حصوله على رخصة معلم. شروطها: بكالوريوس التخصص وماجستير تعليم تربوي. وللتجديد دورة جامعية لا تقل عن 6 ساعات في مواضيع تعليمية.

رخصة معلم محترف:

معلم ملم بمحتوى معرفي متعمق. هذه الرخصة قابلة للتجديد كل 5 سنوات. شروطها: بكالوريوس التخصص وماجستير تعليم تربوي مع 5 سنوات في رخصة معلم. اضافة عليه دورة جامعية لا تقل عن 6 ساعات في مواضيع تعليمية متقدمة.

الأحد، 22 سبتمبر 2013

ومضات من فكر

نظريات الإدارة والقيادة في كتاب

ومضات من فكر

لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
د. راشد علي السعدي

لمم أتردد ثانية في قرار شراء الكتاب أعلاه لأتعرف على اسلوب القيادة والادارة عند سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي شيّد بنية تحتية ساهمت في تصنيف دولة الامارات العربية المتحدة في المركز السادس عالمياً وبنى أنظمة إقتصادية وضعت دبي في مصاف الدول المنافسة. فدولة الامارات العربية المتحدة هي الأولى في المنطقة في البنية التحتية والتنمية البشرية واقتصاد المعرفة وفي الطاقة المتجددة والاستيراد وإعادة التصدير. كنت اقرأ الكتاب بكل فخر مستمتعاً بإنجازات خليجية وأطالع ما كتب سمو الشيخ محمد وأتخيل احساسه وهو يقرأ كتابه بكل فخر. فهنيئاً لك هذا الانجاز العظيم ولدولة الامارات والخليج ودولنا العربية.

مقتطفات المقدمة

قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند تعيينه ولياً للعهد في عام 1995م:
"عندي رؤية واضحة للمستقبل... لقد اكتسبت هذه الرؤية من والدي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي يعتبر بحق في مقام الوالد لدبي. لقد أطلق المشاريع، ووقف عليها شخصيًا، كان يستيقظ باكرًا قاصدًا مواقع المشاريع ليشرف عليها شخصيًا، وانا أسير على خطاه، أبقى على إطلاع على كل شيء، أذهب للمواقع وأراقب، اقرأ الوجوه، أتخذ القرارات المناسبة، أنطلق بخطى سريعة لتطبيق هذه القرارات بحماس وعزيمة عاليين".
يمثل ذلك لنا أسلوب القيادة الأبوية الخليجية التي نشبهها بأسلوب القيادة اليابانية الأبوية التي تتميز بالذكاء العاطفي. فالأب يعرف قدراته وقدرات أبنائه وكيف يتعامل معهم ويؤثر عليهم لتشجيعهم على الانجاز والتفوق. هذا الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) يتبلور في مقولته التالية:
"تجربتنا في الإمارات علّمتنا أن الفرق أحياناً بين حكومة ناجحة وأخرى فاشلة هو عدد العراقيل التي تزيلها من طريق مواطنيها أو تضعها أمامهم. معظم هذا الوطن العربي عراقيل في عراقيل: عراقيل أمام الطالب، عراقيل أمام رجل الأعمال، عراقيل أمام التاجر، عراقيل أمام المستثمر، عراقيل أمام المبدع، عراقيل أمام المرأة وهكذا."
ويؤمن بفريق العمل ويشببهه بالطير بطريقة بليغة تحاكي اساليب الإدارة الناجحة فيقول بأن الطير يحتاج الى جناحين ليطير. لن يستطيع هذا الطير التحليق لو نتف ريشه. ولكي يطير يجب على الجناحين ان يرفا بإيقاع متناغم. وإذا انكسرت ريشة واحدة فإنها تؤثر على الطيران فيقوم بنزعها لتخرج ريشة أخرى أفضل. كما يقوم بتنظيف ريشه والإعتناء به ليكون قادراً على المناورة. ومن هذه الفقرة نرى الحنكة الادارية المبسطة التي هي دليل على فهم عميق لتكوين فريق منسجم والتأكد من تناغمه واستبدال العضو الخامل وتجهيز الفريق للمنافسة. والمنافسة في تفكيره هي : "عالم جديد مليئ بالتحديات.. لذا علينا أن نستيقظ مبكرين وأن نعدو أسرع من غيرنا." ولأنه يعرف أن القطاع العام عرضة للإستغلال في المنافع الشخصية التي تؤثر على تكوين الفريق ومعنويات المرؤوسين فهو يكافح الفساد: "لا مكان في الادارة لمن يقدم المصالح الخاصة على المصالح العامة !"
بعد قراءة كتاب "ومضات من فكر" وجدت عدة أفكار قيادية وإدارية نتباحثها في هذه الورقة.

الرؤية: تحقيق السعادة

يضع القائد المتميز في أي منظومة رؤية بسيطة متميزة. وضع سمو الشيخ محمد رؤيته في تحقيق السعادة للمجتمع. لم تكن رؤيته الحصول على المركز الأول ولكن المركز الأول هدف فرعي فقط. فالحكومة هدفها تحقيق السعادة عندما يتحقق للمواطن التعليم المتميز وجودة الخدمات الصحية ومرافق اجتماعية متفوقة وحكومة تتفاعل مع نبض المواطن بهدف تحقيق احتياجاته. بعض الدول يضع من اولوياته الرخاء والازدهار. فهل سعة العيش والبحبوحة أفضل من السعادة؟ نعتقد بأن سعة العيش يجب ان تكون جزءاً متفرعا من تحقيق السعادة. ويقول في كتابه: "المواطن يأتي أولاً وثانياً وثالثاً." معظم خلاصات التنمية والتطوير وجدت أن الأولوية الأولى هي التنمية البشرية وهي حقيقة منطقية لأن من سيقوم بالإبداع والتغيير هو الإنسان.
اما على مستوى الاهداف الشخصية فإن الكثير من الدعاة مثل أشهرهم توني روبنز يرى أن تحقيق الثراء والسعادة هما الرؤية النهائية للأهداف الشخصية. ولنكن أكثر دقة ، فأيهما الرؤية النهائية : السعادة أم الثراء؟ لأني احتاج الثراء لأحقق رغباتي لأصبح سعيداً ، فإن الرؤية النهائية لأهدافي الشخصية يجب أن تكون تحقيق السعادة. فشكراً سمو الشيخ محمد لكونك أكثر دقة. فرق بين حكومتكم وتلك الدول والمؤسسات العربية التي لم تستطع حتى الآن بلورة رؤية تقود نهضتها لتستمر الرؤية وتتطور مع الأجيال اللاحقة.

حكومة لا تنام

يقول سمو الشيخ محمد في كتابه: "حكومة المستقبل ستقدم خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم ، 7 أيام في الأسبوع ، 365 يوماً في السنة." وهدفه في ذلك منافسة القطاع الخاص وهو هدف ليس بسيط لحكومة. فالقطاع الخاص أصغر ويتحرك بمرونة أكبر أما الحكومات فإنها أكبر ولديها بيروقراطيات يصعب تعديلها ويصعب التنسيق بين الوزارات والمؤسسات المتعددة. فإذا وضعت الحكومة هدف لها هو مجاراة القطاع الخاص في مرونته فان ذلك يعني ادارة تغيير ضخمة وتحولاً نوعياً ودائرة قرار سريعة وتغييراً في قياس الأداء وإجراءات عمل أكثر فاعلية والشفافية في العمل وأهداف واضحة ومحددة وتحقيق القيمة الشرائية ومنافسة القطاع الخاص المستمرة وأخيرا التكلفة التي سيتطلبها التغيير.
وفي تحقيق ذلك يقول بأن دبي ستنقل مراكز تقديم الخدمات الى الهواتف الذكية ، وسيجد المتابع لنهضة دبي أن هذا المشروع قد بدأ فعلا. ولكن ما لفت نظري إلى أن سمو الشيخ مطّلع على مجريات الأمور ومثقف بما فيه الكفاية للتعامل معها. فخلال عام 2012م تم توليد 20 الف فكرة مبدعة لتبسيط الخدمات واجراءات العمل. وهو يتعلم بإستمرار من الميدان والمستشارين والتنمية الذاتية والجوائز التي يمنحها للمبدعين والمؤسسات المبدعة واجراءاتها المبسطة وأفكارها.

القائد الإيجابي

تعجبني بساطة سمو الشيخ محمد بن راشد. فقد شبّه القائد ذو الطاقة الإيجابية كالماء الجاري الذي تعترضه صخرة فلا توقفه بل يلتف ويجري حولها. وينصح القادة في حكومته أن يتحلوا بالطاقة الايجابية وان يرفعوا من معنويات فرق العمل المنضوية تحت قيادتهم وأن يكونوا قدوة. وما يذكره سمو الشيخ محمد فصّله الكاتب ستيفن كوفي في كتابه "مبادئ القيادة المُرّكزة" ويقول هناك علامات محددة للقادة الذين يتحلون بالطاقة الايجابية الفعالة فهم: يتعلمون باستمرار وهم يركزون على الخدمة ويشعون طاقة إيجابية مملوءة بالبهجة والسعادة والأمل ، ويثقون بالآخرين وحياتهم متوازنة وينظرون للحياة كمغامرة ويوظفون المصادر بفعالية ويمارسون الرياضة لتجديد نشاطهم الجسماني والعقلي والعاطفي والوجداني.
اما عن مسألة تمكين القيادات النسائية والمرأة فقال: "نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نمكن المجتمع عن طريق المرأة...وظيفتنا توفير بيئة لإطلاق قدرات المرأة وبالمقابل أنا متأكد بأنها ستصنع لنا المعجزات... هل يستطيع أحدنا أن يحيا بغير أم أو أخت وهل تملأ الرحمة البيوت بغير بنت أو زوجة؟ وهل تحلو الحياة بغير روح الحياة؟"

أولويات التنمية ورؤية الإمارات

يرى الشيخ محمد ان اولويات التنمية في الإمارات هي ثلاثة: التمكين والتعليم والتوطين. ويقول بأنهم اليوم في مرحلة تمكين إنسان الوطن. ويقول بأن ابداعاتنا ستستمر لمئات السنين واذا تعودنا ان نبدع في الاشياء الصغيرة فإننا سنبدع في أشياءً أكبر. اما رؤية الإمارات فهي مذكورة في الموقع www.vision2021.ae  وخلاصته:
1.      نظام تعليمي رفيع المستوى: يقول :"ثقوا بأنفسكم وبموظفيكم وليكن لديكم إيمان عميق بأننا نستطيع أن نكون من أفضل دول العالم. ... أحد أهم دروس التاريخ، قديمه وحديثه، هو أن نهضة الدول والشعوب والحضارات تبدأ من التعليم، وأن مستقبل الأمم يبدأ من مدارسها."
2.     نظام صحي بمعايير عالمية: يقول بأن لديهم تغطية بنسبة 100% للخدمات الصحية الحكومية ولكن لديهم تحدي في الوصول الى جودة الخدمات الطبية المقدمة.
3.     التنمية البشرية: يسعى إلى ان تكون دولة الامارات من أفضل دول العالم في مؤشر السعادة العالمي. "من حقنا أن نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول العالم"
4.     اقتصاد معرفي تنافسي: "لا بد أن تكون لدينا الروح التنافسية القوية مع الدول والأمم الأخرى. متى ما فقدنا الروح ، بدأنا في التراجع." ويهدف أن تكون دولة الامارات من أفضل 10 دول عالمية في مؤشر التنافسية والمؤشر العالمي لريادة الأعمال ومؤشر سهولة الأعمال.
5.     بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة: يشير سمو الشيخ محمد الى أن "بناء الحجر أسرع من بناء البشر." وان دولة الامارات وصلت الى بنية تحتية عالمية.
6.     مجتمع آمن وقضاء عادل: ويقول ان العدالة لا تتحقق فقط بسهولة الاجراءات انما أيضاً بسرعة الفصل في القضايا. ويقول:"أغلى ما نملك هو الإنسان."

قصة برج خليفة

صمم سمو الشيخ محمد بأن يكون في موقع برج خليفة أطول بناء عمّره الانسان وأفضل بناء وأفضل حدائق وأفضل نوافير وأفضل الفنادق وأفضل الأسواق وأفضل منطقة عرفها الإنسان. وفعلا عندما نذهب الى دبي يذهب معظمنا الى برج خليفة ومول دبي. ولكن اللافت للأمر هو ماهية السبب من وراء كل هذا ؟ وهل هناك جدوى اقتصادية ؟ وللإجابة يلخص سمو الشيخ محمد الأمر في ثلاث نقاط أعتقد بأنها مهمة جداً وتعكس نظرة فراسة وهي:
اولاً: العمل وطني لفخر ابناء الامارات والعرب فقد كانت الاهرامات فخر المصريين لسنوات. وعالم يتلاقى فيه الشرق بالغرب. فالنظرة هنا استراتيجية طويلة المدى.
ثانيا: يقول في احصائية أن 65 مليون شخص زار مول دبي عام 2012م أكثر من زوار مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس. لذا تعززت العلامة التجارية لدبي والامارات اكثر من أي وسيلة تسويق أخرى. ومن البديهي أن تحتاج الدول أن تسوق نفسها ان ارادت ان تتفاعل وتتنافس في الأسواق العالمية. فالعلامة التجارية لدبي عالمية ويشهد بذلك الزائر لكل دولة أجنبية عندما يتحدث عن دبي أمام مواطني هذه الدول يجد أنهم على دراية بهذه المدينة الجميلة معبر الشرق والغرب.  
ثالثا: بناء البرج رسالة للداخل تقول اننا نستطيع ان نتفوق عالميا. ورسالة للخارج تقول ان الامارات رقم جديد في الاقتصاد العالمي.
 يضيف سمو الشيخ محمد أن الناس لا تعرف المركز الثاني والثالث فالجميع يعرف فقط المركز الاول. فـ "لا بديل من المركز الأول، وكلمة مستحيل ليست في قاموسنا في دولة الإمارات." كما يضيف مقولة مهمة أيضاً وهي: "إن أكبر مخاطرة ألا تخاطر."
 

تعود على ألا تتعود

عندما سُئِل سمو الشيخ محمد عن كيف يكون الشخص مبدعاً ، أجاب: " تعود على ألا تتعود". وبهذا يطبق نظريات التغيير السلوكي للفرد التي منها الفعالية الشخصية وهي انطباع الشخص عن قدراته ، ونظريات التعلم وتغيير السلوك ، ونظرية السلوك المخطط ، وغيرها. أيضاً يطبق سمو الشيخ محمد نظريات تغيير المنظومة مثل نظرية تغيير المنظومة وهو تحويل المؤسسات الى تنظيمات فاعلة ونظرية كيرت ليونز التي تقول ان المدير يجب ان يحدد القوى المؤثرة والمقاومة للتغيير ويقلل مقاومة التغيير ، ونظرية التغيير المتدرج ونظرية التغيير الجذري السريع والنظريات الفكرية. كلها نراها في التحديات التي مرت على سموه وأهمها بناء ثقة الرجال والفرق والمجموعات التي من خلالها قلّص مقاومة التغيير وبنى الرغبة للتطور الى الأفضل وصقل قدرات رجاله بوضعهم أمام التحديات الداخلية والخارجية. ويرى الشيخ محمد بن راشد قدوته في الشيخ زايد الذي قال عنه :" لم أرى تحدياً مّر على زايد إلا واجهه وتحداه وغلبه."
ومن مميزات القائد الناجح هو الاستعجال في تسيير الامور وهذا ذكرته معارف ادارات التغيير وعلى رأسهم كوتر في كتابه "إدارة التغيير في ثمان خطوات" وبدأ بأول خطوة وهي خلق بيئة من الإستعجال لتحقيق الهدف المطلوب. " سنستمر في المسيرة من دون توقف أو راحة لأن التوقف مضيعة للوقت والراحة هي في الحقيقة تعب." وتشهد إنجازات دبي لسمو الشيخ محمد كل ذلك والمتمثلة في : مهرجان تسوق دبي ، مبنى المطار والتوسعة ، برج العرب ، مشروع جزيرة النخلة ، مدينة دبي للإنترنت ، برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ، حكومة دبي الإلكترونية ، طيران الإمارات ، مترو دبي وغيرها من الإنجازات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. كل هذه المشاريع تعكس فهم سمو الشيخ محمد لإدارة المشاريع وأهداف المشروع الذكية المحددة والقابلة للقياس والممكنة التنفيذ والمتاح لها المصادر المطلوبة والملتزمة بتوقيت محدد.

مراقبة الأداء الحكومي

تعتبر مراقبة الأداء جزء مهم لإستكمال الوظيفة الإدارية والتي بدونها تغيب المحاسبة وتفشل الأعمال. تقوم حكومة دبي بمراقبة وزاراتها عن طريق عدة قنوات للرقابة :
1.     مؤشرات أداء العمل: وهي عن طريق الانظمة الإلكترونية التي تحصر مؤشرات أداء كلية أو تفصيلية
2.     إرسال التقارير إلى الوزارات بناءً على المؤشرات لتلافي القصور
3.     المتابعة الميدانية عن طريق متعاملين سريين يقومون بطلب الخدمات المتوفرة ويقيّمون أداء العملية
4.     الزيارات الميدانية التي يقوم بها سمو الشيخ محمد شخصيا ليطلع على مستوى الخدمات والاداء ويلتقي بالصفوف الدنيا من الهرم التنظيمي
5.     رقابة ديوان المحاسبة وهي رقابة مالية
6.     رقابة وطنية من المجلس الوطني الاتحادي وهي رقابة من منظور مدى تحقيق رؤية الامارات
وكما يرى القارئ فهو نظام رقابة ومحاسبة متكامل يوفر معلومات كافية لصاحب الشأن لتسهيل عملية إتخاذ القرار. من شأن هذه الآليات أن تسرع ديناميكية التغيير وزيادة فاعلية الاعمال وتعطي القائد والمدير الوقت الكافي لتلافي القصور. ويقول: "المتابعة الميدانية تعطيك احساساً أكبر بمستوى الخدمات وبتأثير السياسات وتساعدك على إتخاذ العديد من القرارات."
أما في تحفيز الموظفين فهو يطبق المعارف الحديثة في القيادة والادارة. فهو يركز على إعطاء الصلاحيات للمرؤوسين حتى يبرزوا قادات المستقبل. ويكافئ المبدعين والمتميزين لتشجيع التنافس. ومن هذه الوسائل الجوائز :
ويرى أن المؤسسات يجب أن تحقق السعادة للموظف حتى يحقق السعادة للمجتمع. وهذا الهدف يقودنا الى أن السعادة يجب أن تتضمن وفق رؤية المؤسسة أو الوزارة كما ذكرنا تحت الرؤية أعلاه. أيضاً يرى في الاستماع للموظفين إحترام وتقدير لهم ولا بد أن يتحلى القائد بهذه الصفات. ويقول: " القائد العظيم يصنع قادة عظماء ولا يختزل المؤسسة في شخص واحد فقط."

كلمة أخيرة

 وجدنا في هذه الورقة أن سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عالِمٌ في الإدارة والقيادة متعمق في مفاهيمها ويطبقها بشكل مبسط ، تعلم أساسياتها من فطرته وتجربته واحتكاكه الميداني وإعتزازه بسلوك نهج آبائه المخلصين في تحقيق السعادة لقومهم. أما أسلوبه فهو خليط بين المساند والمفوض والآمر والناصح والمدرب. يخلط بينهم حسب الموقف والشخصية التي يتعامل معها. وأعتقد بأن تجاربه وخبرته الحياتية وذكاؤه العاطفي سمحا له أن ينجح بتوليف مزيج ناجح بين هذه الاساليب القيادية والادارية المختلفة. وأنصح إخواني وأخواتي أن يتصفحوا كتب ومقالات سموه فهي حكم وعبر صقلتها تجارب التنمية الصعبة في تطوير مدينة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. فإعتزازنا بسمو الشيخ كبيرة وإلى المزيد لرفع شأنكم وخدمة أبناءكم وأمتكم. وأختتم بكلمات سموه:
" المكان ليس مهمّاً، المهم هو الإنسان."