الثلاثاء، 7 فبراير 2017

إستراتيجية الأمن والدفاع

إستراتيجية الأمن والدفاع
تفرض التحديات الجديدة على الدول أن تستمر في بناء مصادر قوتها وتأثيرها الدولي والمساهمة في بناء نظام عالمي قادر على مواجهة هذه التحديات. ومن هذه التحديات الكثير المعقد لتشابكه وعلاقة كل معضلة بمعاضل أخرى. منها على سبيل المثال ما يتعلق ويؤثر تأثيراً مباشراً مثل صراعات دول الجوار وتأمين المصالح الوطنية المتنازع عليها ومواجهة الأنظمة العالمية التي تحاول إبتزاز الدول. أيضا هناك تحديات أمن المعلومات وما يتاح منها على الإنترنت والأمن الغذائي والمائي ورفع السعة الاستيعابية للرأسمال البشري وتأمين المصادر الطبيعية للدولة. كما أن هناك تحديات إلتزمت بها الدول عالميا للحفاظ على السلام العالمي وتحقيق العدالة الإجتماعية ومنع انتشار الاسلحة النووية ومحاربة التطرف والإرهاب والحد من انتشار ثاني اكسيد الكربون. وأخيرا واجبات الدولة الاقتصادية والتعامل مع عدم استقرار الاقتصاد العالمي والازمات المالية.
مواجهة أي دولة لهذه التحديات ليس بالأمر اليسير. ولكي تنجح يتطلب أن تبني إستراتيجية أمنية ودفاعية واضحة وتربط مواردها ومصادر قوتها في حلقات متكاملة وتعزز قوتها العسكرية. ومن بين هذه الموارد يعتبر المصدر البشري للدولة أقوى الروافد التي تستطيع الدولة تطويرها وتوظيفها لتحقيق استراتيجيتها الأمنية.
ولكي تنفذ الدولة ذلك بطريقة مثالية فإن أول خطوة هي فحص مفصلي للأمن الوطني الرئيسي ومنها وثائق الشؤون الدفاعية والأجنبية لمعرفة غاياتها وتبعاتها. ثم التعرف على القصور السياسي والإقتصادي للدفاع. بعدها نستطيع أن نحدد مهام الدفاع ومستوى الطموح المطلوب لنضع مهمة الدفاع وأولوياته. وفي بحثنا للتعرف على النماذج والأطر التي إستخدمتها الدول المتقدمة نجد مفاهيم متداخلة مثل استراتيجية الأمن الوطني وإستراتيجية الدفاع الوطنية والإستراتيجية العسكرية الوطنية ومفهوم العمليات المشتركة. كذلك تطلق بعض الدول عليها "الرؤية الأمنية والدفاعية" أو تضع خطط طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى. بعض الدول يستخدم أساليب تقييم يراها مناسبة مثل احدى الأساليب التالية أو أكثر: تقييم من أعلى لأسفل أو تقييم مفهوم المصادر النادرة او بالمفهوم التاريخي او تقييم القدرات الدفاعية أو التقييم بوضع السيناريوهات أو تقييم التهديد أو التقييم بمفهوم أفضل التقنيات الممكن إنتاجها أو تقييم يستند على تجنب المجازفات وأخير التخطيط التصاعدي. أما حجم القوة فيمكن تطويره بطرق متعددة. من هذه الطرق تبدأ الدولة بتحليل البيئة ثم تحدد السياسة وبعدها تطور السيناريوهات المحتملة ثم تقترح تقدير لحجم القوة والجدوى الإقتصادية وتتبعها بتنظيم القوة وتكلفة هذا التنظيم ومجازفاته وجدواه وأخيراً تنظم القوة.
في هذا البحث سنتطرق الى تسلسل الإستراتيجية تاريخيا وسنبدأ بعرض الثورة التي حدثت في مفاهيم الإستراتيجية العسكرية وإبداعات القادة خلال الحروب، بعدها سنعرض نظريات علم النفس والإجتماع في أسباب الحرب لنحدد الكيفية التي يوظف فيها المفكر الإستراتيجي أو القائد العسكري أو السياسي أفضل الخطط لمعالجة المواقف التي ستواجهه مستقبلاً من أجل تحقيق مصالح دولته. بعدها سنقدم تعاريف للإستراتيجية ونختتم بكيفية استخدام هذه الاستراتيجية لخدمة الدولة.  

ثورة مفاهيم في الاستراتيجية العسكرية وإبداعات القادة
إبداعات القادة في تطوير الإستراتيجية
تتكون الاستراتيجية العسكرية عند المسلمين من عدة مفاهيم وأساليب وأفكار وردت في نصوص الآيات القرآنية. فلا ينظر القرآن الكريم الى الحرب بمنظور المصالح الوطنية إنما بمفهوم العدالة والإيمان والسلام العالمي. فالعلاقات بين الدول يجب أن يعمها السلام ولا تشن الحرب إلا لإرساء العدالة والقانون والحفاظ على المجتمع الإنساني. أما في إستراتيجية الحرب فينظر إليها بكسر إرادة العدو في شن العدوان كما جاء بالقرآن الكريم: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"[1] وكذلك : "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها."[2] أيضاً قوله تعالى: "ادخلوا في السلم كافة."[3]
ركزت استراتيجية جنكيز خان على خفة وسرعة الحركة والحرب النفسية في إرهاب الخصم. كان لكل مقاتل في جيشه خمسة خيول بين حصان وفرس. ينتقل عن طريقها بسرعة ويتغذى منها ومن لبنها فهي تمثل امدادا لوجستياً مستداماً سريع الحركة.[4] هذه السرعة لم يتغلب عليها احد الا في القرن العشرين.
أما نابليون بونابرت فركز على توظيف المواطنين الفرنسيين ووضع تنظيم يخطط لأمن الدولة وأوجد نظام الخدمة العسكرية لحشد مقاتلين لا ينقطع ووظف مواطنين لصناعات الاسلحة والذخائر والثياب والخيام والمستشفيات وجمع الشيوخ والعجائز للتجمع من أجل تشجيع المقاتلين ورفع المعنويات. أما استراتيجياته في الميدان فلم يكن هو من اكتشفها ولكن طبق ووظف مبادئ القتال التي درسها بإبداع. فركزت أساسا على خفة الحركة وقهر خصمه في معركة واحدة. فيدخل وسط مركز قوات العدو يضعفها أو يثبتها ويأتي الإحتياط ليجهز في كل مرة على مراكز قوة العدو في جوانبه وأجنحته. أما أسلوبه الثاني فهو قطع قوات خصمه من الامدادات والاتصالات وعندها يسهل التعامل معه وتدميره نهائيا كما فعل مع بروسيا. لم يكن اسلوبه وحشي فقط فقد كان يخطط لكل التفاصيل واستطاع ان يجند جيوشا كبيرة وفي نفس الوقت اكساب هذه الجيوش قادة على نفس المستوى من التنظيم والفكر العسكري النابليوني. فقد كانت تنظم في فرق مستقلة قادرة على استخدام مرونة الحركة لمناورة الخصم والهجوم على عدة أهداف في نفس الوقت وكما يقول نابليون: هناك الكثير من جنرالات أوروبا الجيدين ولكنهم يرون أشياء كثيرة في نفس الوقت. أما أنا فأرى هدفاً واحداً وهو الجسم الرئيسي للخصم فأحاول أن أحطمه والبقية تحل نفسها." لم تكن هذه الاستراتيجيات وحدها التي تميز بها فلقد استخدم الخداع في فصل النمساويين عن الجيش الروسي.
أثّر نابليون على كلاوزفيتز البروسي الأصل الذي أصدر كتابه "حول الحرب" والذي يعتبر أساس للدراسات في كليات القيادة والأركان العسكرية الحديثة. ونظراً لخلفيته في علوم الفلسفة فهو مؤمن بأن السياسة لا تنفصل عن العسكرية. ويجزم بأن الحرب ليست فقط عمل سياسي ولكن أداة سياسية تنفذ بطريقة عسكرية.[5]  وعليه يؤكد أن حجم القوة يجب أن يتلاءم مع الأهداف والطموح السياسي لتأمينها. وهذه خلاصة مهمة في دراسات حجم وتنظيم القوة.
على عكس مفاهيم كلاوزفيتز ، فإن أنطوان هنري جوميني السويسري الفرنسي ، الذي حارب في صفوف نابليون ، ضد فكرة إبادة جيش العدو ومع فكرة إحتلال الأرض والبقاء على قوة العدو العسكرية. فهو يعتقد أن الحرب ليست علم وإنما فن. ويركز على العمليات العسكرية وضد تدخل السياسيين في سير المعارك. ويعتقد أن القوة المقاتلة يجب أن تكون صغيرة لتقليل الخسائر.[6] أيضا ، تدّرس نظرياته في كليات القيادة والأركان.
إستمر تطور الاستراتيجية العسكرية خلال العصر الصناعي ليصبح علماً وفناً. فظهر مصطلح الحرب الشاملة للموارد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والذي ركز على استراتيجية الأرض المحروقة وتدمير البنية التحتية. ومع التقدم الصناعي واستخدام التقنية الحديثة في القتال والتدريب الجيد أصبحت الخدمة العسكرية الإلزامية موضوع جدال ويتوقع لها أن تختفي في المستقبل. ومع اختراع المحرك البخاري أصبح التنقل على السكك الحديدية أسرع وسهل من خفة الحركة والمرونة وبالمقابل أصبح من ضمن تكتيكات الخصم تعطيل خطوط السكك الحديدية. كما استخدمت البوارج الحربية محركات بخارية للتنقل على الماء أو القتال البحري. ومع اختراع التلغراف أصبح الإتصال أسرع بين الخطوط وقياداتها الخلفية. استغل مولتكه الجنرال البروسي السكك الحديدية والطرق للمناورة كما استغل التلغراف لقيادة الجيوش الكبيرة. وغير الاوامر الى توجيهات لمرؤوسيه من القيادات. لقد كان مولتكة مقتنعاً بأن الخطط مهما كانت جيدة التحضير فإنها لن تكون مضمونة بعد أول مواجهة مع الخصم.[7] 
ومع بداية الحرب العالمية الأولى دخل مفهوم الاستراتيجية الدفاعية بعد صناعة الأسلحة الرشاشة وأصبح من الصعب القيام بالمناورات الاستراتيجية فإعتمدت الجيوش حروب الاستنزاف. كان المهاجم يحتاج الى عشرة مقاتلين لكل مدافع ليتمكن من إختراق عمق الدفاع في عدم وجود المدفعية. كما ظهرت حرب العصابات التي إستخدمها العرب ضد العثمانيين. إعتماد البريطانيون على القوة البحرية لم يكن كافياً فقاموا بتطوير القوة البرية لأعداد لم يسبقها مثيل وإزدهرت الصناعة العسكرية وجودة ذخائرها. فتم تصنيع الدبابة البدائية والعربات المدولبة والمجنزرة والغازات الكيماوية والهاتف. استخدم البريطانيون استراتيجية الحصار البحري واستخدم الألمان حرب الغواصات. وعندما إتحدت الدول لتحارب أعدائها ظهرت مشكلة القيادة الموحدة.
خلال الحرب العالمية الأولى لم تكن الدبابة سيدة الموقف رغم التنبؤ بأنها ستكون الحاسمة في الحروب لأن صناعتها كانت فاشلة فقد كانت ثقيلة وبطيئة الحركة تعرض الجنود للخطر ولم يكن من بداخلها احسن حال فالدخان خانق وقيادتها متعبة. ولكن بعد الحرب العالمية الأولى بدأت الإستراتيجيات العسكرية تفكر في تطوير وتوظيف الطائرة والدبابة بطريقة أفضل. يقول الجنرال الإيطالي جوليو دوهيت صاحب "نظرية القوة الجوية" أن حروب المستقبل ستكسب من الجو وستكون طبيعتها هجومية وستبقى القوات الأرضية في وضع دفاعي.[8] ويحدد أن تهاجم القوات الجوية في عمق أراضيه ومنشآته الصناعية ووسائل إتصالاته. وبدأ التفكير في حاملات الطائرات. في تلك المرحلة كانت الولايات المتحدة وبريطانيا ترى إستخدام حاملات الطائرات في استراتيجياتها الدفاعية بينما كانت اليابان تطور حاملات طائراتها لأغراض هجومية. وتطورت الدبابة البريطانية في عهد اللواء جون فريدريك فولرالبريطاني التي أثبتت قوة نيرانها وسرعة حركتها وحمايتها الذاتية.
إرتكبت ألمانيا أخطاءاً سياسية قادتها للحرب العالمية الثانية. لقد كانت آمالها ان تكتسح فرنسا وروسيا ولم تتوقع ان تتحالف بريطانيا مع فرنسا عدوتها اللدود. ثم توقعت ان تفاوض بريطانيا ولكن تشرشل لم يستسلم. لم تكن ألمانيا على مستوى القوة البحرية البريطانية ولم تجهز قواتها لحروب عبر البحار. حاولت ألمانيا عندها ان تخنق الإقتصاد البريطاني في معركة الأطلنطي التي استمرت من 1939 وحتى هزيمة ألمانيا. وفي خطأ أخير حاولت غزو روسيا عام 1941م في حرب توقعت ان تنتصر فيها بسرعة ولم تستطع وتحولت الاستراتيجية الألمانية الى استراتيجية دفاعية بعد أن تكتلت القوات الأمريكية في أفريقيا وبريطانيا.
شهدت الحرب العالمية الثانية عدة إستراتيجيات عسكرية منها:
1.     الحرب الخاطفة التي استخدمتها ألمانيا للتوغل في أراضي العدو والقضاء عليه.
2.     حملة القصف الجوي الاستراتيجية على ألمانيا.
3.     كذلك محاولة بريطانيا قتال الأطراف الأضعف مثل إيطاليا واليونان والبلقان لإيقاف الدعم عن ألمانيا.
4.     غزو القوات الأمريكية وحلفاؤها نورماندي البرمائي المسنود جوياً لمواجهة ألمانيا مباشرة. استخدم القفز بالمظلات خلف خطوط العدو وحرب الغواصات والسفن والانزال البرمائي للقوات البرية والمدفعية المتنقلة.
5.     عملية باربروسا المباغتة التى غزت فيها المانيا روسيا في اكبر جبهة في تاريخ الحروب بلغت 2900 كم. تكبد الروس أكثر من 3 ملايين قتيل بسبب الحرب وسوء المعاملة الألمانية وبسبب فشلهم التكتيكي الذي ضخم قوتهم ومعداتهم خصوصا الدبابات الرديئة وافتقار جنودهم الى التدريب الجيد. نجاح روسيا في عملية بارباروسا لاحقاً كان بفضل مصدر مقاتلين لا ينضب تم تقديره بعشرة ملايين مجند وبفضل سوء الأحوال الجوية التي تسببت في تقطع الامدادات.
6.     نقل روسيا مصانعها الحربية الى منطقة الأورال بعيداً عن متناول الألمان
7.     حاولت اليابان ان تحطم الاسطول الامريكي في بيرل هاربر حتى لا يتمكن من حماية نفط جنوب شرق آسيا والذي تطمح في تأمينه لإقتصادها. كان الخطأ سياسي وعسكري لآنه عجل بدخول الولايات المتحدة الحرب.
8.     استخدمت القوات الامريكية "قفزات الضفدع" تتنقل بين الجزر تقطع الامدادات وتتحصن في الجزر ضعيفة الحماية. حتى تم القضاء على تحصينات اليابانيين في الجزر
بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت إستراتيجية الإحتواء في الحرب الباردة قادتها الولايات المتحدة للحد من إنتشار الشيوعية في شرق أوروبا والصين وكوريا وافريقيا وفيتنام وتشكلت منظمة حلف شمال الاطلسي "حلف الناتو". في هذه الفترة سادت مفاهيم الردع بالتهديد في استخدام السلاح النووي. كانت الحروب بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي غير مباشرة وتتم في مختلف أنحاء العالم بالوكالة في صراعات محلية بين دول أو جماعات من نفس الدولة. تم التركيز في هذه الفترة مفهوم التجسس الصناعي وتقييم المعلومات الإستخباراتية. ركزت الولايات المتحدة على إضعاف السوفييت إقتصاديا للتغلب عليهم. بعد الحرب الباردة ، إعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على التكنولوجيا المتقدمة للحد من الاصابات وزيادة الكفاءة القتالية ومنذ بداية التسعينات من القرن الماضي قلت الخسائر الناجمة عن الحروب بشكل كبير. وظهر مفهوم الحروب غير التقليدية ومنها حرب العصابات التي تشنه "القاعدة". ثم مسرح العمليات العسكري الذي ربط المعلومات البرية والبحرية والجوية والاستخباراتية الخاصة بقوات الدولة وحلفاؤها وكذلك المعلومات الخاصة بقوات أعدائها لتصب في مراكز القيادة.
نظريات علم النفس والإجتماع في أسباب الحرب
يقول جوميني أن الحكومة تعلن الحرب لإسترداد حقوقها أو الدفاع عنها والحفاظ على مصالح الدولة مثل التجارة والصناعة والزراعة : وتساند الدول المجاورة بغرض توازن القوى والوفاء بإلتزاماتها وتعهداتها الهجومية والدفاعية لحلفائها، وتنشر النظريات الدينية والسياسية، او تسحقها او تدافع عنها، وتوسع تأثيرها بالاستيلاء على الأراضي او تنتقم لإنتهاك شرف.[9] ولكن هناك أيضا حروب قادها ضباط لتحقيق أهدافهم الشخصية.
قسم جوميني الحرب الى عدة انواع وكل صنف يتطلب طريقة مختلفة للقيام به:
1.     الحرب الهجومية: غزو بلد آخر لإسترداد الحقوق وهي حرب عادلة
2.     حروب سياسيا دفاعية ولكن هجومية بالنظرة العسكرية مثل الحروب الاستباقية وهي الحرب التي يتوقع من العدو الهجوم فيقوم الجيش بهجوم إستباقي.
3.     الحروب النفعية للإستيلاء على شيء من العدو
4.     حروب مع او بدون الحلفاء
5.     حروب التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الجارة
6.     الحروب العنيفة مثل حروب جنكيز خان
7.     حروب أيديولوجية مثل الشيوعية والنازية
8.     حروب وطنية مثل مقاومة الاستعمار
9.     حروب أهلية وحروب دينية
يبدو أن الحرب جزء من النزعة البشرية. هذه الفرضية ناقشها العلماء النفسيين والباحثين كثيراً وبعضهم توصل الى خلاصات بأنها وراثية وآخرين زعموا بأنها إرتجالية نتيجة لردة فعل. سنعرض بعضاً من نظريات أسباب الحرب من أجل توضيحها ومساعدة المحلل الإستراتيجي في توسعة الأفق من هذا الجانب.

نظرية الذكر المحارب: في كتابه "الذكور الشياطين: القرود وبدء العنف البشري" ، وضح ديل بيترسون وريتشارد رانغهام أن الذكور أعنف من الإناث في سعيهم للحصول على المرأة والمصادر الأخرى. وأن الرجل بطبيعته قادر على إنشاء التحالفات مع مجموعته للصراع ضد مجموعات أخرى ولديه فطرة عدوانية تجاه من يعتبرهم دخلاء. وعند نجاح هذه الصراعات فإنها تتأصل جينياً وتتوارث. فالنزعة الفطرية العنيفة لدى الرجل تساعده أن يكون أكثر وجاهة عند التغلب على خصمه وهي نفس النزعة لدى القرود.[10]
نظرية الحرب المفترسة: أتت بارباره إهرانريخ بنظرية مختلفة لأسباب الحرب لأنها تقول أن فرضية الذكر المحارب غير مكتملة. فهي تعتقد أننا كبشر تطورنا منذ العصور القديمة في حماية أنفسنا من الفرائس الأكثر مهارة وصرنا نعرف كيف نختبئ عنها ولكن بعد أن إستطعنا الحصول على أسلحتنا تمكنا من قتالها واصطيادها وبدأت لدينا مناسك الصيد والتي تطورت الى شعارات لقتال نفس الفصيلة البشرية. وهذا هو السبب الذي يجعل الحرب غير طبيعية للكثير منا وتتطلب التدريب على القتال حتى نستطيع تغيير سلوكنا لمحاربة أعدائنا. [11]
نظرية الصقور والحمام: يوضح كاهنيمان ورينشون أن الصقور تميل الى التدابير العنيفة لحل صراعاتها بينما تركن الحمام للحلول السلمية وغالبا ما تفوز الصقور. وقد أظهرت الأبحاث النفسية أن أغلب الناس يعتقدون أنهم أكثر ذكاء، وأكثر جاذبية، وأكثر موهبة من المتوسط، وهم عادة يبالغون بنجاحهم في المستقبل ويعتقدون ان لديهم القوة الكافية للسيطرة والحصول على أهدافهم. ويفسر ذلك أننا نتوجه للحرب لأننا نعتقد خاظئون أن بإمكاننا كسب المعركة وتحقيق النصر لأننا الأفضل. وهذا إفراط بالثقة بالنفس وسلوك أكثر خطورة.[12] هذه النظرية شبيهة بنظرية روبيكون التي تفيد بأن المجموعة عندما تتعرض للخطر فإنها تعبر حاجز الخوف والذي يقودها الى قرارات غير عقلانية ومجازفات كبيرة.
نظرية التضخم السكاني المالثوسياني: وفقاً لنظرية السكان الخاصة بثوماس مالثيوس فإن الحروب متوقعة عندما تزيد أعداد السكان مقارنة بالمصادر التي أصبحت شحيحة نسبيا والتي لا تتوفر لها. وعندها تنشأ الخلافات والحروب على هذه المصادر أو تتسبب المجاعة والأمراض بإنقاص المعدل السكاني حتى يتوازن هذا المعدل مع المعدل الغذائي.[13]
نظرية تضخم الشباب: تزعم النظرية أن الحروب والعنف نتيجة للتضخم في نسبة الشباب السكاني العاطلين عن العمل ، فهؤلاء سيستدرجون للحرب ويقتلون وتنقص معدلاتهم.[14]
نظرية تفكير المجموعة: في بعض الأزمات تسيطر أفكاراً محددة على المجموعة تسوقهم لتنفيذها رغم كفاءتهم واتزانهم وقدراتهم العقلية بسبب الضغط على المجموعة للموافقة على اجراءات ربما قادتهم الى التهلكة. ويفسر العلماء بأننا عندما نشعر بالتهديد ننقسم الى فئتين الاولى معنا والثانية ضدنا وهو ما حدث في العراق. [15]
نظرية نموذج المساومة: يقول بعض علماء الإجتماع أن الحرب ربما لا تكون نزعة فطرية أو تفاعلية بقدر ما تكون تفاوض متطرف بين فريقين متنازعين ومناورة لتحقيق أهداف سياسية مثل تخصيص الموارد أو العدالة الإجتماعية. يقول دان رايتر أن نموذج المساومة لا يرى الحرب أنها إنهيار للدبلوماسية ولكن مساومة مستمرة كما تكون عليه المفاوضات خلال الحروب وايقافها بعد التوصل الى إتفاق. وهذا النموذج مفيد للعلاقات الدولية لأنه يقترح أن كل حرب عبارة عن عملية تفاوض تؤدي إلى حلول للأطراف المتنازعة.[16]
نظرية إدارة الإرهاب: يخاف البشر من الموت ولكن وجودهم ضمن حضارة أو مجموعة أو قبيلة يضمن لهم إستمرار فصيلتهم وثقافاتهم ويخفف من هذا الخوف. تطرح نظرية ادارة الإرهاب مفهوم أن الهجوم على قوم ما يسبب لهم الخوف من الموت وإندثار معتقداتهم وطقوسهم ، لذلك سيدافع هؤلاء عن أنفسهم وسيتغلبون على حاجز الخوف النفسي.[17]
نظرية النزعة العدوانية: توضح النظرية أن العدوانية غريزة تساعد البشر والحيوانات على البقاء. في الحيوان غريزة تمنعه من قتل حيوان من نفس النوع بعدما يخضع وينهزم الطرف الأضعف. ولكن لدى البشر التدريب والأسلحة والحماس والطائفية كلها تقود في النهاية إلى الحرب. تقترح النظرية أن النزعة العدوانية صفة بشرية بسبب الأدوات المتقدمة التي لديها وتنظيمها الإجتماعي.[18]
نظرية "الحرب نتعلمها أو نفقد تعاليمها" :  اقترحت عالمة الإنسان مارغريت ميد هذه النظرية في بدايات القرن العشرين. تشير هذه النظرية أن الحرب ليست تبعات حتمية لطبيعتنا التنافسية والعدوانية. ولكنه إختراع إجتماعي يمكننا تعلم أن ننساه. وهذه النظرية تترابط مع نظرية النزعة العدوانية والتي تزعم أن المنظومة الإجتماعية هي التي تقود الى الحرب. تناقض هذه النظرية مفاهيم المالثوسية التي تزعم أن الحرب لا مفر منها عندما يتكاثر عدد السكان. وعليه فإننا نستطيع تعلم السلام أيضاً.[19]
 تقودنا هذه النظريات إلى أن المفكر الإستراتيجي أو القائد أو السياسي بإمكانه أن يوظف أفضل الخطط لمعالجة المواقف التي ستواجهه مستقبلاً من أجل تحقيق مصالح دولته. كما أنها تشرح أن أسباب الحرب كثيرة منها محاولة البقاء والإزدهار وحماية العرق وحماية الموارد والعدالة الإجتماعية وغيرها. ومن الوهم الاعتقاد ان الشخص يمكن أن يحدد نتيجة الحرب مسبقا لأن أول إشتباك سيقلب الحالة الى حالة جديدة.
مستويات الإستراتيجية
الأمن هو السبيل إلى الإستقرار من أجل إتاحة تطور وإزدهار المجتمعات الحرة. ولا يعتبر ذلك هدف إنما رؤية يتحتم على الدولة أن تسعى لتحقيقها ضمن أولى أولويات إستراتيجيتها الوطنية. وقد عرّف الأدميرال إكليس الإستراتيجية الوطنية بأنها "التوجيهات الشاملة لجميع عناصر القوة الوطنية لتحقيق أهدافها الوطنية."[20] أما إدارة الدفاع الأمريكية ففصلت عناصر القوة في تعريفها للإستراتيجية الوطنية كالتالي: "فن وعلم تطوير وإستخدام القوى السياسية والإقتصادية والنفسية مع قواتها المسلحة في السلم والحرب لضمان أهدافها الوطنية."[21] إذاً يتحتم على الاستراتيجية الوطنية أن تستخدم جميع عناصر القوة في الدولة.
وبعد هذه المقدمة التي وضحت تطور مفاهيم الاستراتيجية العسكرية وإبداعات القادة في تطويرها وشرح نظريات علم النفس والإجتماع في أسباب الحرب وثم التعرف على أن هناك مستويات متعددة للإستراتيجية نعود الى تعريف الإستراتيجية بغرض الوصول إلى إطار يحدد لنا المستويات المطلوبة من الإستراتيجية والتي تتأثر وتؤثر بالإستراتيجية العسكرية.


تعاريف الاستراتيجية هرمياً
الاستراتيجية العسكرية عبارة عن مفاهيم وأفكار تطبقها التنظيمات العسكرية لتحقيق أهداف إستراتيجية.[22]  وكلمة إستراتيجية مشتقة من اليونانية "إستراتيجوس" وتعني القائد العسكري أو "إستراتيجيا" أي مكتب الجنرال ، أو كما يسميها ماتلوف "فن الجنرالات"[23] و كما يطلق عليها ويلدون "فن ترتيب القوات."[24] أما تعريف كلاوزفيتز فهو "توظيف المعارك لكسب النهاية للحرب."وفي المفهوم الصيني يختلف أب الاستراتيجية العسكرية الشرقية سن تسو عن المفهوم الغربي ليركز على الحروب الغير نظامية وخداع العدو[25].
في القرن السادس وتحديداً في عهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان ظهر الفرق بين معنى الإستراتيجية والتكتيك. فالإستراتيجية هي الطرق التي يدافع بها الجنرال عن الأرض ويهزم العدو. والتكتيك جزء أدنى في هرم الإستراتيجية وهو العلم الذي يرتب القوات ويحرك الجيوش بشكل منظم.[26] قبل الثورة الفرنسية (1789-1799) لم يكتب الكثير عن الاستراتيجية والتكتيك وإنما عن "التعليمات العسكرية" لبايسيغور أو فن الحرب لماكيافيلي ولكن ربما كان جوبرت الاول في الكتابة عن المستويات العليا والدنيا للحرب في كتابه "مقالات عامة عن التكتيكات."
ارشدوك تشارلز قائد هابسبرغ وهي الامبراطورية النمساوية والذي واجه تابليون بونابرت عرف الاستراتيجية عام 1806م على انها علم الحرب: تصميم الخطط ثم رسم وتطوير العمليات العسكرية وهي خاصة بالقائد الأعلى. أما التكتيكات فهي فن الحرب وهي مهارات كل قائد يقود عساكر تحت إمرته ويعرف كيفية تنفيذ الخطط الإستراتيجية.[27] وعرف بوفر ان الاستراتيجية هي فن الجدال بين ارادتين متضادتين تستخدمان القوة لفض النزاع.[28]
عارض كارل فون كلاوزويتز ان تكون الحرب علم أو فن وقال بأننا "يمكن أن نشبهها بالتجارة. فهي أيضا صراع مصالح بين البشر وهي أقرب إلى السياسة. فالحرب إذا يمكن إعتبارها تجارة بحجم كبير. وعلاوة عليه فإن السياسة هي رحم ولادة الحرب"[29] ، وعرّف كلاوزويتز الحرب على أنها "إستخدام القوة بطريقة ينصاع عدونا لإرادتنا."
وحدد تعريف لويس إدوارد الاستراتيجية بأنها فن تحديد النقاط الحاسمة لمسرح الحرب والخطوط العامة والطرق التي يجب ان تسلكها الجيوش لتصل.[30] كما قاد تعريف مولتكه إلى تحديد أدق لأنه رأى أن جوهر الإستراتيجية هو في التحضير لإيصال القوات الى المعركة في نفس الوقت.[31] بينما رأى برودي ان الاستراتيجية هي الدليل الذي يوضح كيف نقوم بالعمل وبكفاءة. فنظرية الاستراتيجية هي نظرية تنفيذ العمل.[32]
في مناقشته للعمليات البحرية عام 1894 شرح هنري سبنسر ويلكنسون المؤرخ العسكري البريطاني علاقة السياسة بالاستراتيجية. فالسياسة عمل وطني موجه لغاية. ويجب أن تكون الأهداف المرجوة من هذه الغاية لها قيمة وطنية يقدرها الشعب وإلا لن يقّدم الشعب الدعم اللازم والجهود لتحقيقها. ويجب أن تكون الوسائل مناسبة للغايات.[33] وهذا الإتجاه نراه واضحا في تعريف ليدل هارت بأن "الاستراتيجية هي فن توزيع وتطبيق الوسائل العسكرية لتحقيق الغايات السياسية.[34] وربما كان تعريف ليدل هارت فضفاضا لأننا يمكن أن نطبق هذا التعريف على السياسة الخارجية أيضاً.
وقد قاد التطور الهائل في المعرفة العسكرية الى تعاريف بدأت تتبلور حول الشمولية فقال الجنرال أندريه بوفر ان الحرب شاملة لمجالات وأعمال سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية وغيرها.[35]
ومع ادخال مفهوم الاستراتيجية العظيمة في الحرب العالمية الثانية ظهرت تنوعات في التعريف. فرئاسة الاركان الامريكية المشتركة عرفت الاستراتيجية عام 1964 على أنها تطوير واستخدام القوة السياسية والاقتصادية والمعنوية والعسكرية كما تتطلبها الحاجة خلال السلم او الحرب من اجل رفع احتمالات تحقيق النصر وخفض فرص الهزيمة.[36]
وعرف العالم السياسي البريطاني روبرت نيلد عام 1990 الاستراتيجية بمفهوم أوسع على أنها السعي خلف اهداف سياسية بإستخدام الوسائل العسكرية. وعند رسم الاستراتيجية فإن أول خطوة هي اخذ قرار حول الهدف السياسي. بدون هدف سياسي فإن الحرب تدمير بدون عقل وامتلاك قوة عسكرية وقت السلم هدر غير عقلاني. ولكن عند تحديد الهدف السياسي يجب إختيار الاحتياجات والوسائل العسكرية المطلوبة وتصميمها لتلائم هذه الاهداف.[37] ويؤكد واغنر ما أضافه روبرت نيلد فيقول أنه لا يوجد قائد عسكري ناجح ما لم يعرف طبيعة الحروب ولماذا بدأت الحرب وما هي الطرق اللازمة لتطبيقها ليس للنصر انما لتحقيق الأهداف التي من أجلها رفع السلاح؟[38] وفي كتابه "دليل الضباط" يتوص جادل  روهل ليننستيرن الى نفس النتيجة بأن كل حرب لها سبب وغاية والتي ستحدد اتجاه كل نشاط. كل نشاط عملياتي له غاية. الحرب ككل لها هدف سياسي.[39]
يقول روديارد كيبلنغ "أحتفظ بستة رجال يخدموني وتعلمت منهم كل ما عرفت. وأسماؤهم ماذا ولماذا ومتى وكيف وأين ومن.[40] فالغاية يمكن تحديدها بالأسئلة ماذا و لماذا. والطريقة يمكن تحديدها بالأسئلة كيف ومتى وأين. أما الوسيلة فيمكن تحديدها بالسؤال من.
تطور تعريف الإستراتيجية حتى وصل لورنس فريدمان لخلاصة أنها تختص بالعلاقة بين الغايات السياسية والوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية. وهي فن تكوين القوة.[41] كما أنها فن التحكم واستغلال المصادر الوطنية. وأضاف إدوارد إيرل أن الاستراتيجية العظمى هي في قمة الهرم والتي تربط السياسة الوطنية وتسليحها.[42]
وتعتبر الاستراتيجية اليوم عن فرع من إدارة الأعمال. وهو ما يعرفها جونسون وزملاؤه بأنها التوجه والنطاق المتاح للمنظومة على المدى الطويل التي تحقق مزايا من تغيير بيئة العمل عن طريق ترتيب وتشكيل الموارد والمنافسة لتحقيق أهداف أصحاب المصلحة.[43]
إن التغييرات السريعة الاقتصادية والسياسية والديموغرافية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية فرضت تحديات لا مثيل لها وقادت الى هذا التطور في المفهوم الإستراتيجي والذي يمكننا الآن أن نرى بوضوح أن الإستراتيجية علم فضفاض يمكن تطبيقه في مستويات متعددة ولكن لغاية هذه الدراسة نكتفي بهذه التعريفات التي أوصلتنا إلى تحقيق غايتنا وهي تكوين مفهوم للإستراتيجية العسكرية. الاستراتيجية تعلمنا كيف نشن الحرب. او كيف نحقق الأهداف السياسية باستخدام الوسيلة العسكرية. وربما لم تكن الاستراتيجية عسكرية فربما كانت الاستراتيجية العظيمة التي لا تستخدم فقط القوة العسكرية انما مصادر القوة الشاملة في الدولة ككل. فهي الوصلة بين الفعل والتأثير وبين الوسيلة والأهداف. فهي فكرة. وهي خطة عمل لتحقيق غاية ما. ولا يمكن أن نشرع بوضع إستراتيجية عسكرية دون وجود الاستراتيجية الأمنية القومية أو الوطنية. كما لا يمكننا رسم إستراتيجية أمنية في غياب إستراتيجية وطنية.
إذا ، بادئ ذي بدء ، علينا تطوير خطط واستراتيجيات وطنية محددة لتحقيق أهداف وطنية والموافقة عليها. ومواضيع الاستراتيجية الوطنية متوسعة تشمل الزراعة والقوات المسلحة والتجارة والاقتصاد ومنع الجريمة والبيئة والتعليم والطاقة والمالية والعمليات الحكومية والصحة والاسكان والمعلومات والعلاقات الدولية والعدل والرعاية الاجتماعية والمواصلات. أما الإستراتيجية الأمنية الوطنية فهي إستراتيجيات وخطط تطبق مجموعة من عناصر القوة الوطنية خلال السلم أو الحرب مثل القوة الدبلوماسية والإقتصادية والمعنوية والتقنية وذلك لتحقيق أهداف الأمن القومي ومنها السلام والأمن والإستقرار والإزدهار والبقاء والدفاع عن الوطن. وعندها يمكن تطوير الإستراتيجية العسكرية التي تعني بتطوير استراتيجيات توظف القوات المسلحة لتحقيق الأهداف العسكرية الوطنية والتي يشترك بها المنظرون وأصحاب القرار.


المراجع


[1]      سورة الأنفال الآية 60

[2]      سورة الأنفال الآية 61

[3]      سورة البقرة الآية 208

[4]     May, Timothy. The Mongol Art of War: Chinggis Khan and the Mongol Military System. Barnsley, UK: Pen & Sword, 2007.  pp. 115.

[5]      On War, Book I, Chapter 1, 24., Carl von Clausewitz, translated by J.J. Graham, p. 18.

[6]      Mertsalov, A.N. "Jomini versus Clausewitz", pages 11–19 from Russia War, Peace and Diplomacy edited by Mark and Ljubica Erickson, London: Weidenfeld & Nicolson, 2004, page 13.

[7]      Originally in Moltke, Helmuth, Graf von, Militarische Werke. vol. 2, part 2., pp. 33-40. Found in Hughes, Daniel J. (ed.) Moltke on the Art of War: selected writings. (1993). Presidio Press: New York, New York.ISBN 0-89141-575-0. p. 45-47.

[8]      Douhet, Giulio. The Command of the Air (Editors' Introduction), Coward McCann (1942), Office of Air Force History 1983 reprint, 1993 new imprint by Air Force History and Museums Program. Washington D.C., 1998

[9]          Jomini, Antoine Henry Baron 1837: The Art of War. Philadelphia: J.B. Lippincott. P. 14

[10]      Dale Peterson , Richard Wrangham. Demonic Males: Apes and the Origins of Human Violence. New York, Houghton Mifflin Company. 1996.

[11]      Barbara Ehrenreich. Blood Rites: Origins and History of the Passions of War. New York, Henry Holt and Company Publishers. 1997.

[12]      Daniel Kahneman , Jonathan Renshon. Why Hawks Win. Foreign Policy. December 27, 2006

[13]      Steven Le Blanc, Katherine E. Register. Constant Battles: Why We Fight. New York, St. Martin's Press. 2003.

[14]     Lionel Beehner. The Effects of ‘Youth Bulge’ on Civil Conflicts. Council on Foreign Relations. April 27, 2007

[15]      Irving, Janis. Groupthink: Psychological Studies of Policy Decisions and Fiascoes. Boston, Wadsworth Cengage Learning. 1982.

[16]      Dan Reiter. Exploring the Bargaining Model of War. ASPANA, March 2003 Vol. 1/No. 1

[17]      Vail, Kenneth and Motyl, Matt and Abdollahi, Abdolhossein and Pyszczynski, Tom, Dying to Live: Terrorism, War, and Defending One's Way of Life (February 18, 2011). INTERDISCIPLINARY ANALYSES OF TERRORISM AND POLITICAL AGGRESSION, pp. 49-70, D. Antonius, A. D. Brown, T. K. Walters, J. M. Ramirez, S. J. Sinclair, eds., Cambridge, 2010. Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=1763549

[18]      Konrad Lorenz. On Aggression. Orlando, Florida: Harcourt Brace & Company. 1966

[19]      Mead, Margaret. "Warfare is Only an Invention -- Not a Biological Necessity." InThe Dolphin Reader. 2nd edition. Ed. Douglas Hunt. Boston: Houghton Mifflin Company, 1990. 415-421.

[20]      Henry E. Eccles, Military Power in a Free Society, Newport, RI: Naval War College Press, 1979, p. 70.


[21]      Joint Chiefs of Staff (JCS) Pub 1‑02, Department of Defense Dictionary of Military and Associated Terms, Washington, DC: USGPO, December 1, 1989, p.244.


[22]     Gartner, Scott Sigmund, Strategic Assessment in War, Yale University Press, 1999. pp 163.

[23]     Matloff, Maurice, (ed.), American Military History: 1775-1902, volume 1, Combined Books, 1996. pp11.

[24]      Wilden, Anthony, Man and Woman, War and Peace: The Strategist's Companion, Routledge, 1987. Pp235.

[25]    Matti Nojonen. The Art of Deception. Strategy lessons from Ancient China. Gaudeamus, Finland. Helsinki 2009.

[26]        Anon. 6th century: Peri Strategias, ed. And trans, George Dennis: Three Byzantine Military Treaties. Washington, D.C.: Dumbarton Oaks, 1985

[27]        Grundsatze der Strategie erlautert durch die Darstellung des Feldzugs von 1796 in Deutschland, 3 vol. Vienna: Anton Strauss. 1814, vii, 3

[28]        Andre beaufre an introduction to strategy. New York: Praeger, 1963, p.22

[29]        On War 1832/1976 I: 1, 24

[30]        Taillemite, Etienne 1999: Deux pre-Mahaniens francaise: Bouet-Willaumez et Penoat, in Herve Coutau-Begarie (ed): L' Evolution de la pensee navale, vol. VII. Paris: Economica:50

[31]        Schlichting, General Sigimsmund von 1897: Taktische und Strategische Grundsatze der Gegenwart. Ernst Siegfried Mittler and Son; 3rd edn, Berlin: Ernst Siegfried Mittler and Son, 1898:II:11

[32]        Brodie, Bernard 1973: War and Politics. New York: Mcmillan. P. 452
[33]        Wilkinson, Henry Spenser 1894:Command of the Sea and Brain of the Navy. Westminister and London: Archibald Constable. p21

[34]        Liddell Hart 1944: Thoughts on War. London: Faber and Faber. P.229

[35]        Baufre, Andre 1966: Strategie de l'Action. Paris: A. Colin; trans. R. H. Barry:Strategy of Action. London: Faber and Faber. p19-23


[36]        Luttwak, Edward 1987:Strategy: The Logic of War and Peace. Cambridge, MA: Belknap Press of Harvard University Press. p239-41

[37]        Neild, Robert 1990: An Essay on Strategy as it Affects the Achievement of Peace in a Nuclear Setting. Basingstoke: Macmillan. P.1

[38]        Wagner, August 1809:Grundzuge der reinen Strategie. Amsterdam: Kunstund Industrie-Comptoir. P. viii

[39]        Ruhle, von Lilienstern 1817:  Handbook of Officers. Vol. I Berlin: G. Reimer.

[40]             Kipling, Rudyard. The Elephant Child. Just So Stories.
[41]        Freedman, Lawrence 2008: Strategic Studies and the Problem of Power. In Thomas Mahnken and Joseph Maiolo (eds): Strategic Studies: A Reader. Abingdon: Routledge: p. 32

[42]        Earle, Edward 1943:Makers of Modern Strategy from Machiavelli to Hitler. Princeton University Press. P. viii

[43]        Johnson, Gerry, Kevan Scholes and Richard Wittington 2005: Exploring Corporate Strategy. 2nd ed. Harlow: Pearson Education. P. 9