كيف
تتعامل مع شخص أصيب في الرأس
د. راشد السعدي
Picture: Apple Training Academy
بعد أن جلست مع علي إبني والذي أصيب في حادث كاد أن يودي بحياته ، ورأيت
تصرفاته السلوكية بعد إفاقته من الإغماءة الإصطناعية وشاهدت قدراته العقلية كان
لزاماً أن اقوم ببحث عن كيفية التعامل مع هذا الانسان الجديد . هذا البحث يجب أن
يقرؤه كل من عرف علي وسيتعامل معه مستقبلا. أيضاً البحث مهم لذوي الرعاية وعائلات
وأحباء أي شخص مصاب في رأسه وأصيب بضرر في الدماغ.
تحديد المشاكل السلوكية:
بعد إصابات في الدماغ تحدث مجموعة من المشاكل النفسية العصبية تختلف من
فرد لآخر حسب جزء الدماغ المتضرر وشدة الإصابة. وتشمل المشاكل النفسية تغيرات في
الشخصية والذاكرة وعدم القدرة على الحكم، وعدم السيطرة على الانفعالات، وضعف
التركيز. يمكن أن تكون التغيرات السلوكية مرهقة لعائلات ومقدمي الرعاية الذين يجب
أن يتعلموا التكيف مع تقنيات الاتصال بهم، والعلاقات القائمة، وتوقعات ما يمكن أن
تفعل وما لا يمكن أن تفعل.
في بعض الحالات يكون تمديد التأهيل الفكري والسلوكي في مؤسسات رعاية
مؤهلة أو العيادات الخارجية ضروري لاستعادة مهارات معينة. قد تكون مؤسسات الطب
العصبي النفسي مفيدة أيضا في تقييم العجز الفكري. ومع ذلك، تحتاج المسألة مدى طويل
لإكتشاف مزيج من إستراتيجيات تكمِّل بعضها وتعمل بكفاءة لتحسين المهارات الفنية
والسلوكية للفرد.
التغيرات في الشخصية:
يجب أن لا نقارن الشخص المصاب ما بعد الحادث مع تصرفاته وسلوكياته بعد
الحادث. ربما كان الشخص سهل العشرة وحيوي وذكي وبعد الحادث لا يظهر أي حماس ومكتئب
ومنطوي. فلا تغضب ولا تحرج الشخص.
حلول مشاكل الذاكرة:
قد تواجه الناجين من إصابة في الرأس على المدى القصير بعض المشاكل مثل
فقدان الذاكرة المرتبطة بفترات معينة من الزمن. وعموما، يمكن الركون إلى حالات
التعلم الجديدة التي تعرض التحدي الأكبر للذاكرة أو التذكر لتساعد في تنشيط ذاكرة
المصاب.
القدرة على التركيز والتركيز نفسه هما حلول رئيسية لمعالجة بعض مشاكل
الذاكرة على المدى القصير.
إبقاء الموسيقى والضوضاء إلى أدنى حد
ممكن، والتركيز على مهمة واحدة في وقت واحد يساهم في تقوية الذاكرة والتركيز.
تكرار اسم الشخص لتذكره إذا
كان ضعف الذاكرة شديد. التذكير يكون مفيداً في تحسين التركيز والاهتمام. كرر
السؤال. لا تعطي الكثير من المعلومات في وقت واحد، وتحقق أن الشخص لم يتعب ولا
يزال قادراً على التفاعل.
كلما كان ذلك ممكنا، أطلب من الشخص
كتابة المعلومات الأساسية (على سبيل المثال رسائل الهاتف، وقائمة من الأعمال)
الحفاظ على روتين معين مثل إبقاء
الأشياء المنزلية في نفس المكان واستخدام نفس الطريق
يمكنك تسمية الأبواب ، أو وضع
رمز ألوان داخل المنزل كل لون له معنى معين ، أو أسهم تشير إلى الاتجاهات. عند
الخروج، ينبغي أن تصاحب الشخص في البداية للتأكد من أنه يفهم الطريق. ويمكن رسم خارطة
بسيطة للمنزل والتأكد من أن الشخص يحمل دائما عنوان وأرقام الهواتف في حالات
الطوارئ.
وينبغي تشجيع الناجين من إصابات الرأس على التطوير الذاتي عن طريق طرح
أسئلة لانفسهم مثل "هل أنا أفهم كل شيء؟"، "هل أنا أكتب ؟"،
"هل هذا هو المفترض أن افعله؟" "لقد ارتكبت خطأ" أو "لست
متأكدا" ينبغي أن تؤدي إلى استنتاج، "اسمح لي أن تبطئ حتى أتمكن من
تصحيح الخطأ".
فقدان الشعور بالعاطفة:
بعد إصابة في الرأس يفتقر الشخص للاستجابات العاطفية مثل الإبتسام والضحك
والبكاء والغضب، أو الحماس أو قد تكون ردوده غير ملائمة. يجب أن ندرك أن هذا
الشعور هو جزء من الاصابة. لذا حاول أن لا تعتبر ذلك شخصيا إذا لم يظهر لك الشخص إستجابة
مناسبة.
في بعض الحالات، يسبب التلف العصبي بعد إصابة في الرأس تقلبات عاطفية مثل
تقلب المزاج الشديد أو ردود فعل متطرفة لمواقف الحياة اليومية. يمكن أن تكون هذه
التقلبات على شكل الإفراط المفاجئ بالدموع او نوبات الغضب، أو الضحك. من المهم أن
نفهم أن هذا الشخص قد فقد قدرا من السيطرة على الاستجابات العاطفية. الحل لمعالجته
هو الاعتراف بأن السلوك غير مقصود. يجب على مقدمي الرعاية أن يتعلموا نموذج السلوك
الهادئ وليس محاولة إثارة المزيد من التوتر.
تهدئة السلوك العدائي:
النصائح التالية قد تساعد على تهدئة السلوك
العدائي:
كن هادئاً وإنسى أو تجاهل السلوك
العدائي
حاول تغيير مزاج الشخص بالاتفاق مع
الشخص (إذا كان ذلك مناسبا) وبالتالي تجنب النزاع معه. إظهر المودة والدعم لمعالجة
الإحباط الكامنة.
إسمح للشخص أن يعرف أن مشاعره طبيعية ومشروعة.
لا تتحدى الشخص ولكن تفاوض معه
إمنحه طريقة أخرى للتعبير عن غضبه
كضرب الوسادة
مساعدة الشخص على إستعادة الشعور
بالسيطرة وذلك بسؤاله عما إذا كان هناك أي شيء من شأنه أن يساعده بأن يشعر على نحو
أفضل.
عزل الشخص إن كان خطيرا على من حوله.
يجب أن تنظر لكل حالة بانها حالة فريدة
ولن يتذكرها الشخص ويجب أن يتعلم صغار العائلة كيفية التعامل مع هذا الفرد.
إحشد الدعم لنفسك كمقدم رعاية. إتصل
بجماعات الدعم، والمستشارين المهنيين وإن لزم الأمر، خدمات الحماية أو تنفيذ
القانون.
الانانية والتركيز على الذات:
يمكن أن يفتقر الشخص الذي نجا من إصابة في الرأس إلى التعاطف. بعض
الناجين من إصابة في الرأس يجدون صعوبة في رؤية الأشياء من خلال عيون شخص آخر.
يمكن أن تكون النتيجة تصريحات طائشة أو جارحة أو غير معقولة. هذا السلوك نابع من
عدم وجود التفكير الشامل.
علم الشخص على أن يكون مهذباً
عدم الوعي بالعجز:
ومن الشائع نسبيا لأحد الناجين من إصابة في الرأس أن لا يكون على علم بعجزه.
تذكر أن هذا هو جزء من الضرر العصبي وليس فقط مجرد عناد. ربما أخذ الشخص موقف
الرافض لأنه يعرف في قرارة نفسه أنه لا يستطيع التنفيذ ويظهر أشياء أخرى كأن يزعم أن
الفعل غبي أو ما شابه.
عزز ثقة الشخص بنفسه كأن تجعله يعمل
مهام يستطيع تنفيذها
إعطاء الشخص تلميحات بصرية
ولفظية (على سبيل المثال، ابتسامة أو
عبارة "عمل جيد") لتحسين الثقة في تنفيذ الأنشطة الأساسية وليصبح أكثر
استقلالية.
إذا كنت تعتقد أن بامكان الشخص تنفيذ
مهمة يخشاها ، تحداه لتنفيذها
السلوك الجنسي الغير لائق:
بعد إصابة في الرأس، قد يعاني المرء إهتماما متزايدا أو انخفاضاً في
الجنس. يمكن أن يكون نتيجة تنظيم الدماغ للنشاط الهرموني أو ردود فعل عاطفية
للإصابة.
لا ينبغي أن يؤخذ عدم الاهتمام الجنسي من الزوج المصاب شخصيا. يمكن أن
يكون تجنب الاتصال الجنسي نابع من خوف أو حرج عن ضعف الأداء الجنسي. لا تضغط على
شخص لإستئناف النشاط الجنسي قبل أن يكون الشخص على استعداد. قد تساعده الملابس
الانيقة والنظافة على زيادة الثقة في الشعور بجاذبيته.
يمكن أن تكون زيادة الاهتمام الجنسي مرهقة للغاية ومحرجة للأسر ومقدمي
الرعاية. إن ضعف السيطرة على الانفعالات قد يجعل الشخص يتفوه بكلمات جارحة في مكان
عام، ربما تعليق ساخر لأحد الأصدقاء ، او محاولة لمس شخص ما في مكان غير مناسب أو
الاهتمام الجنسي علانية. المهم هنا هو تذكير الشخص ان هذه التصرفات غير مقبولة.
يجوز للشخص العدواني جنسياً أن يعزل عن الآخرين إن لم نستطع إن نغير
سلوكه إلى سلوك لائق. قد يكون من الأجدر طلب المساعدة اللازمة، إذا قام بتهديدات
جسدية.
قد يكون من المفيد أيضاً الاستعانة بمجموعات دعم في مساعدة شخص ليدرك
ما هي عواقب السلوك الجنسي.
التعلم على التكيف:
يتطلب التعامل مع المشكلات السلوكية بعد إصابة في الرأس تحديد وفهم
القدرات المصابة والضعف الموجود. ينصح بتقييم شامل لدى متخصص في الاعصاب. وهذا قد
يساعد كل من الناجين والأسرة من أجل فهم أفضل للعجز والمشاكل العصبية.
في بعض الحالات، قد يكون من السهل على الأسرة الإعتراف بالتغيرات في
الشخصية عوضاً عن مسألة حل المشكلة. ويمكن إستخدام إستراتيجيات تستهدف التعامل مع
قضايا سلوكية محددة.
من المهم أن يأخذ أفراد عائلة الشخص المصاب رعاية متخصصة في التعامل
مع تأثيرات ذلك عليهم.
اللهمّ إنا نسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفي وتمدّ بالصحّة
والعافية كل مصاب بالرأس.
References:
Therapeutic Fun for
Head Injured Persons and Their Families, Sally Kneipp (ed) 1988, Community
Skills Program, c/o Counseling and Rehabilitation, Inc., 1616 Walnut St., #800,
Philadelphia, PA 19103.
Professional Series and
Coping Series, HDI Publishers, PO Box 131401, Houston, TX 77219. (800)
321-7037.
Head Injury Peer
Support Group Training Manual, Family Caregiver Alliance (1993): San Francisco,
CA.
Head Injury and the
Family: A Life and Living Perspective, Arthur Dell Orto and Paul Power (1994)
GR Press, 6959 University Blvd., Winter Park, FL 32193. (800) 438-5911.
Awake Again, Martin
Krieg (1994), WRS Publishing, available from the author: P.O. Box 3346, Santa
Cruz, CA 95063. (408) 426-8830.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق