نظريات الإدارة والقيادة في كتاب
ومضات من فكر
لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
د. راشد علي السعدي
لمم أتردد ثانية في قرار شراء الكتاب أعلاه لأتعرف
على اسلوب القيادة والادارة عند سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي شيّد بنية
تحتية ساهمت في تصنيف دولة الامارات العربية المتحدة في المركز السادس عالمياً وبنى
أنظمة إقتصادية وضعت دبي في مصاف الدول المنافسة. فدولة الامارات العربية المتحدة
هي الأولى في المنطقة في البنية التحتية والتنمية البشرية واقتصاد المعرفة وفي
الطاقة المتجددة والاستيراد وإعادة التصدير. كنت اقرأ الكتاب بكل فخر مستمتعاً
بإنجازات خليجية وأطالع ما كتب سمو الشيخ محمد وأتخيل احساسه وهو يقرأ كتابه بكل
فخر. فهنيئاً لك هذا الانجاز العظيم ولدولة الامارات والخليج ودولنا العربية.
مقتطفات المقدمة
قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند تعيينه ولياً للعهد في عام 1995م:
"عندي رؤية واضحة للمستقبل...
لقد اكتسبت هذه الرؤية من والدي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي يعتبر
بحق في مقام الوالد لدبي. لقد أطلق المشاريع، ووقف عليها شخصيًا، كان يستيقظ باكرًا
قاصدًا مواقع المشاريع ليشرف عليها شخصيًا، وانا أسير على خطاه، أبقى على إطلاع على
كل شيء، أذهب للمواقع وأراقب، اقرأ الوجوه، أتخذ القرارات المناسبة، أنطلق بخطى سريعة
لتطبيق هذه القرارات بحماس وعزيمة عاليين".
يمثل ذلك لنا أسلوب القيادة الأبوية الخليجية
التي نشبهها بأسلوب القيادة اليابانية الأبوية التي تتميز بالذكاء العاطفي. فالأب
يعرف قدراته وقدرات أبنائه وكيف يتعامل معهم ويؤثر عليهم لتشجيعهم على الانجاز
والتفوق. هذا الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) يتبلور في مقولته التالية:
"تجربتنا في الإمارات علّمتنا
أن الفرق أحياناً بين حكومة ناجحة وأخرى فاشلة هو عدد العراقيل التي تزيلها من طريق
مواطنيها أو تضعها أمامهم. معظم هذا الوطن العربي عراقيل في عراقيل: عراقيل أمام الطالب،
عراقيل أمام رجل الأعمال، عراقيل أمام التاجر، عراقيل أمام المستثمر، عراقيل أمام المبدع،
عراقيل أمام المرأة وهكذا."
ويؤمن بفريق
العمل ويشببهه بالطير بطريقة بليغة تحاكي اساليب الإدارة الناجحة فيقول بأن الطير يحتاج
الى جناحين ليطير. لن يستطيع هذا الطير التحليق لو نتف ريشه. ولكي يطير يجب على
الجناحين ان يرفا بإيقاع متناغم. وإذا انكسرت ريشة واحدة فإنها تؤثر على الطيران
فيقوم بنزعها لتخرج ريشة أخرى أفضل. كما يقوم بتنظيف ريشه والإعتناء به ليكون
قادراً على المناورة. ومن هذه الفقرة نرى الحنكة الادارية المبسطة التي هي دليل
على فهم عميق لتكوين فريق منسجم والتأكد من تناغمه واستبدال العضو الخامل وتجهيز
الفريق للمنافسة. والمنافسة في تفكيره هي : "عالم جديد مليئ بالتحديات..
لذا علينا أن نستيقظ مبكرين وأن نعدو أسرع من غيرنا." ولأنه يعرف أن القطاع العام عرضة للإستغلال في المنافع الشخصية التي تؤثر
على تكوين الفريق ومعنويات المرؤوسين فهو يكافح الفساد: "لا مكان في الادارة لمن يقدم المصالح الخاصة على المصالح العامة !"
بعد قراءة كتاب "ومضات من فكر" وجدت عدة أفكار قيادية وإدارية
نتباحثها في هذه الورقة.
الرؤية: تحقيق السعادة
يضع القائد المتميز في أي منظومة رؤية بسيطة
متميزة. وضع سمو الشيخ محمد رؤيته في تحقيق السعادة للمجتمع. لم تكن رؤيته الحصول
على المركز الأول ولكن المركز الأول هدف فرعي فقط. فالحكومة هدفها تحقيق السعادة
عندما يتحقق للمواطن التعليم المتميز وجودة الخدمات الصحية ومرافق اجتماعية متفوقة
وحكومة تتفاعل مع نبض المواطن بهدف تحقيق احتياجاته. بعض الدول يضع من اولوياته
الرخاء والازدهار. فهل سعة العيش والبحبوحة أفضل من السعادة؟ نعتقد بأن سعة العيش
يجب ان تكون جزءاً متفرعا من تحقيق السعادة. ويقول في كتابه: "المواطن يأتي أولاً
وثانياً وثالثاً." معظم خلاصات التنمية والتطوير وجدت أن
الأولوية الأولى هي التنمية البشرية وهي حقيقة منطقية لأن من سيقوم بالإبداع والتغيير
هو الإنسان.
اما على مستوى الاهداف الشخصية فإن الكثير من
الدعاة مثل أشهرهم توني روبنز يرى أن تحقيق الثراء والسعادة هما الرؤية النهائية
للأهداف الشخصية. ولنكن أكثر دقة ، فأيهما الرؤية النهائية : السعادة أم الثراء؟
لأني احتاج الثراء لأحقق رغباتي لأصبح سعيداً ، فإن الرؤية النهائية لأهدافي
الشخصية يجب أن تكون تحقيق السعادة. فشكراً سمو الشيخ محمد لكونك أكثر دقة. فرق
بين حكومتكم وتلك الدول والمؤسسات العربية التي لم تستطع حتى الآن بلورة رؤية تقود
نهضتها لتستمر الرؤية وتتطور مع الأجيال اللاحقة.
حكومة لا تنام
يقول سمو الشيخ محمد في كتابه: "حكومة المستقبل ستقدم
خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم ، 7 أيام في الأسبوع ، 365 يوماً في السنة." وهدفه في ذلك منافسة القطاع الخاص وهو هدف
ليس بسيط لحكومة. فالقطاع الخاص أصغر ويتحرك بمرونة أكبر أما الحكومات فإنها أكبر
ولديها بيروقراطيات يصعب تعديلها ويصعب التنسيق بين الوزارات والمؤسسات المتعددة.
فإذا وضعت الحكومة هدف لها هو مجاراة القطاع الخاص في مرونته فان ذلك يعني ادارة
تغيير ضخمة وتحولاً نوعياً ودائرة قرار سريعة وتغييراً في قياس الأداء وإجراءات
عمل أكثر فاعلية والشفافية في العمل وأهداف واضحة ومحددة وتحقيق القيمة الشرائية
ومنافسة القطاع الخاص المستمرة وأخيرا التكلفة التي سيتطلبها التغيير.
وفي تحقيق ذلك يقول بأن دبي ستنقل مراكز
تقديم الخدمات الى الهواتف الذكية ، وسيجد المتابع لنهضة دبي أن هذا المشروع قد
بدأ فعلا. ولكن ما لفت نظري إلى أن سمو الشيخ مطّلع على مجريات الأمور ومثقف بما
فيه الكفاية للتعامل معها. فخلال عام 2012م تم توليد 20 الف فكرة مبدعة لتبسيط
الخدمات واجراءات العمل. وهو يتعلم بإستمرار من الميدان والمستشارين والتنمية
الذاتية والجوائز التي يمنحها للمبدعين والمؤسسات المبدعة واجراءاتها المبسطة
وأفكارها.
القائد الإيجابي
تعجبني بساطة سمو الشيخ محمد بن راشد. فقد شبّه
القائد ذو الطاقة الإيجابية كالماء الجاري الذي تعترضه صخرة فلا توقفه بل يلتف
ويجري حولها. وينصح القادة في حكومته أن يتحلوا بالطاقة الايجابية وان يرفعوا من
معنويات فرق العمل المنضوية تحت قيادتهم وأن يكونوا قدوة. وما يذكره سمو الشيخ
محمد فصّله الكاتب ستيفن كوفي في كتابه "مبادئ القيادة المُرّكزة" ويقول
هناك علامات محددة للقادة الذين يتحلون بالطاقة الايجابية الفعالة فهم: يتعلمون
باستمرار وهم يركزون على الخدمة ويشعون طاقة إيجابية مملوءة بالبهجة والسعادة
والأمل ، ويثقون بالآخرين وحياتهم متوازنة وينظرون للحياة كمغامرة ويوظفون المصادر
بفعالية ويمارسون الرياضة لتجديد نشاطهم الجسماني والعقلي والعاطفي والوجداني.
اما عن مسألة تمكين القيادات النسائية
والمرأة فقال: "نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نمكن المجتمع
عن طريق المرأة...وظيفتنا توفير بيئة لإطلاق قدرات المرأة وبالمقابل أنا متأكد
بأنها ستصنع لنا المعجزات... هل يستطيع أحدنا أن يحيا بغير أم أو أخت وهل تملأ
الرحمة البيوت بغير بنت أو زوجة؟ وهل تحلو الحياة بغير روح الحياة؟"
أولويات التنمية ورؤية الإمارات
يرى الشيخ محمد ان اولويات التنمية في
الإمارات هي ثلاثة: التمكين والتعليم والتوطين. ويقول بأنهم اليوم في مرحلة تمكين
إنسان الوطن. ويقول بأن ابداعاتنا ستستمر لمئات السنين واذا تعودنا ان نبدع في
الاشياء الصغيرة فإننا سنبدع في أشياءً أكبر. اما رؤية الإمارات فهي مذكورة في الموقع
www.vision2021.ae وخلاصته:
1.
نظام تعليمي رفيع المستوى: يقول :"ثقوا بأنفسكم وبموظفيكم
وليكن لديكم إيمان عميق بأننا نستطيع أن نكون من أفضل دول العالم. ... أحد أهم دروس
التاريخ، قديمه وحديثه، هو أن نهضة الدول والشعوب والحضارات تبدأ من التعليم، وأن
مستقبل الأمم يبدأ من مدارسها."
2. نظام صحي بمعايير عالمية: يقول بأن لديهم تغطية بنسبة 100% للخدمات الصحية
الحكومية ولكن لديهم تحدي في الوصول الى جودة الخدمات الطبية المقدمة.
3. التنمية البشرية: يسعى إلى ان تكون دولة الامارات من أفضل دول العالم في
مؤشر السعادة العالمي. "من حقنا أن نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول
العالم"
4. اقتصاد معرفي تنافسي: "لا بد أن تكون لدينا الروح التنافسية القوية مع
الدول والأمم الأخرى. متى ما فقدنا الروح ، بدأنا في التراجع." ويهدف أن تكون دولة الامارات من أفضل 10 دول
عالمية في مؤشر التنافسية والمؤشر العالمي لريادة الأعمال ومؤشر سهولة الأعمال.
5. بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة: يشير سمو الشيخ محمد الى أن "بناء
الحجر أسرع من بناء البشر." وان دولة الامارات وصلت الى بنية تحتية عالمية.
6.
مجتمع آمن وقضاء عادل: ويقول ان العدالة لا
تتحقق فقط بسهولة الاجراءات انما أيضاً بسرعة الفصل في القضايا. ويقول:"أغلى ما نملك هو
الإنسان."
قصة برج خليفة
صمم سمو الشيخ محمد بأن يكون في موقع برج
خليفة أطول بناء عمّره الانسان وأفضل بناء وأفضل حدائق وأفضل نوافير وأفضل الفنادق
وأفضل الأسواق وأفضل منطقة عرفها الإنسان. وفعلا عندما نذهب الى دبي يذهب معظمنا
الى برج خليفة ومول دبي. ولكن اللافت للأمر هو ماهية السبب من وراء كل هذا ؟ وهل
هناك جدوى اقتصادية ؟ وللإجابة يلخص سمو الشيخ محمد الأمر في ثلاث نقاط أعتقد
بأنها مهمة جداً وتعكس نظرة فراسة وهي:
اولاً: العمل وطني لفخر ابناء الامارات
والعرب فقد كانت الاهرامات فخر المصريين لسنوات. وعالم يتلاقى فيه الشرق بالغرب.
فالنظرة هنا استراتيجية طويلة المدى.
ثانيا: يقول في احصائية أن 65 مليون شخص زار
مول دبي عام 2012م أكثر من زوار مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس. لذا تعززت العلامة
التجارية لدبي والامارات اكثر من أي وسيلة تسويق أخرى. ومن البديهي أن تحتاج الدول
أن تسوق نفسها ان ارادت ان تتفاعل وتتنافس في الأسواق العالمية. فالعلامة التجارية
لدبي عالمية ويشهد بذلك الزائر لكل دولة أجنبية عندما يتحدث عن دبي أمام مواطني
هذه الدول يجد أنهم على دراية بهذه المدينة الجميلة معبر الشرق والغرب.
ثالثا: بناء البرج رسالة للداخل تقول اننا
نستطيع ان نتفوق عالميا. ورسالة للخارج تقول ان الامارات رقم جديد في الاقتصاد
العالمي.
يضيف
سمو الشيخ محمد أن الناس لا تعرف المركز الثاني والثالث فالجميع يعرف فقط المركز
الاول. فـ "لا بديل من المركز الأول، وكلمة مستحيل ليست في
قاموسنا في دولة الإمارات." كما يضيف مقولة مهمة أيضاً وهي: "إن أكبر مخاطرة ألا
تخاطر."
تعود على ألا تتعود
عندما سُئِل سمو الشيخ محمد عن كيف يكون
الشخص مبدعاً ، أجاب: " تعود على ألا تتعود". وبهذا يطبق نظريات التغيير السلوكي للفرد
التي منها الفعالية الشخصية وهي انطباع الشخص عن قدراته ، ونظريات التعلم وتغيير
السلوك ، ونظرية السلوك المخطط ، وغيرها. أيضاً يطبق سمو الشيخ محمد نظريات تغيير
المنظومة مثل نظرية تغيير المنظومة وهو تحويل المؤسسات الى تنظيمات فاعلة ونظرية
كيرت ليونز التي تقول ان المدير يجب ان يحدد القوى المؤثرة والمقاومة للتغيير ويقلل
مقاومة التغيير ، ونظرية التغيير المتدرج ونظرية التغيير الجذري السريع والنظريات
الفكرية. كلها نراها في التحديات التي مرت على سموه وأهمها بناء ثقة الرجال والفرق
والمجموعات التي من خلالها قلّص مقاومة التغيير وبنى الرغبة للتطور الى الأفضل
وصقل قدرات رجاله بوضعهم أمام التحديات الداخلية والخارجية. ويرى الشيخ محمد بن
راشد قدوته في الشيخ زايد الذي قال عنه :" لم أرى تحدياً مّر على
زايد إلا واجهه وتحداه وغلبه."
ومن مميزات القائد الناجح هو الاستعجال في
تسيير الامور وهذا ذكرته معارف ادارات التغيير وعلى رأسهم كوتر في كتابه
"إدارة التغيير في ثمان خطوات" وبدأ بأول خطوة وهي خلق بيئة من الإستعجال
لتحقيق الهدف المطلوب. " سنستمر في المسيرة من دون توقف أو راحة لأن
التوقف مضيعة للوقت والراحة هي في الحقيقة تعب." وتشهد إنجازات دبي لسمو الشيخ محمد كل ذلك
والمتمثلة في : مهرجان تسوق دبي ، مبنى المطار والتوسعة ، برج العرب ، مشروع جزيرة
النخلة ، مدينة دبي للإنترنت ، برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ، حكومة دبي
الإلكترونية ، طيران الإمارات ، مترو دبي وغيرها من الإنجازات الكبيرة والمتوسطة
والصغيرة. كل هذه المشاريع تعكس فهم سمو الشيخ محمد لإدارة المشاريع وأهداف
المشروع الذكية المحددة والقابلة للقياس والممكنة التنفيذ والمتاح لها المصادر
المطلوبة والملتزمة بتوقيت محدد.
مراقبة الأداء الحكومي
تعتبر مراقبة الأداء جزء مهم لإستكمال الوظيفة
الإدارية والتي بدونها تغيب المحاسبة وتفشل الأعمال. تقوم حكومة دبي بمراقبة
وزاراتها عن طريق عدة قنوات للرقابة :
1. مؤشرات أداء العمل: وهي عن طريق الانظمة الإلكترونية التي تحصر مؤشرات أداء
كلية أو تفصيلية
2. إرسال التقارير إلى الوزارات بناءً على المؤشرات لتلافي القصور
3. المتابعة الميدانية عن طريق متعاملين سريين يقومون بطلب الخدمات المتوفرة
ويقيّمون أداء العملية
4. الزيارات الميدانية التي يقوم بها سمو الشيخ محمد شخصيا ليطلع على مستوى
الخدمات والاداء ويلتقي بالصفوف الدنيا من الهرم التنظيمي
5. رقابة ديوان المحاسبة وهي رقابة مالية
6. رقابة وطنية من المجلس الوطني الاتحادي وهي رقابة من منظور مدى تحقيق رؤية
الامارات
وكما يرى القارئ فهو نظام رقابة ومحاسبة متكامل
يوفر معلومات كافية لصاحب الشأن لتسهيل عملية إتخاذ القرار. من شأن هذه الآليات أن
تسرع ديناميكية التغيير وزيادة فاعلية الاعمال وتعطي القائد والمدير الوقت الكافي
لتلافي القصور. ويقول: "المتابعة الميدانية تعطيك احساساً أكبر بمستوى
الخدمات وبتأثير السياسات وتساعدك على إتخاذ العديد من القرارات."
أما في تحفيز الموظفين فهو يطبق المعارف
الحديثة في القيادة والادارة. فهو يركز على إعطاء الصلاحيات للمرؤوسين حتى يبرزوا
قادات المستقبل. ويكافئ المبدعين والمتميزين لتشجيع التنافس. ومن هذه الوسائل
الجوائز :
ويرى أن المؤسسات يجب أن تحقق السعادة للموظف
حتى يحقق السعادة للمجتمع. وهذا الهدف يقودنا الى أن السعادة يجب أن تتضمن وفق
رؤية المؤسسة أو الوزارة كما ذكرنا تحت الرؤية أعلاه. أيضاً يرى في الاستماع
للموظفين إحترام وتقدير لهم ولا بد أن يتحلى القائد بهذه الصفات. ويقول: " القائد العظيم يصنع قادة
عظماء ولا يختزل المؤسسة في شخص واحد فقط."
كلمة أخيرة
وجدنا في هذه الورقة أن سمو الشيخ
محمد بن راشد آل مكتوم عالِمٌ في الإدارة والقيادة متعمق في مفاهيمها ويطبقها بشكل
مبسط ، تعلم أساسياتها من فطرته وتجربته واحتكاكه الميداني وإعتزازه بسلوك نهج
آبائه المخلصين في تحقيق السعادة لقومهم. أما أسلوبه فهو خليط بين المساند والمفوض والآمر والناصح والمدرب. يخلط بينهم حسب الموقف والشخصية التي يتعامل معها. وأعتقد بأن تجاربه وخبرته الحياتية وذكاؤه العاطفي سمحا له أن ينجح بتوليف مزيج ناجح بين هذه الاساليب القيادية والادارية المختلفة. وأنصح إخواني وأخواتي أن يتصفحوا كتب
ومقالات سموه فهي حكم وعبر صقلتها تجارب التنمية الصعبة في تطوير مدينة دبي ودولة
الإمارات العربية المتحدة. فإعتزازنا بسمو الشيخ كبيرة وإلى المزيد لرفع شأنكم وخدمة
أبناءكم وأمتكم. وأختتم بكلمات سموه:
"
المكان ليس
مهمّاً، المهم هو الإنسان."